موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: الأمن من ضرورات نجاح وتقدّم المجتمع

رعى‎ ولي أمر المسلمين سماحة آية‎‎ الله العظمى‎‎‎ السيد علي الخامنئي صباح‎ يوم‎‎ الأربعاء (26 شوال) مراسم تخريج‎ دفعة‎‎ جديدة من‎ طلبة‎‎‎ كلية الشرطة.
وفي‎ مستهل‎ هذه‎ المراسم‎ حضر القائد العام‎ للقوات‎ المسلحة‎ عند نصب‎ الشهداء المجهولين‎ حيث خلَّد ذكراهم‎ وذكرى‎ سائر شهداء فترة‎ الدفاع المقدس‎ ومن‎ ثم‎ استعرض‎ القوات‎ المسلحة‎‎ المتواجدة في‎ الساحة.
كما تفقد سماحته في‎ هذه‎ المراسم‎ عدداً من‎‎ المعوقين وأبناء شهداء قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎.
هذا واعتبر قائد الثورة‎‎‎ الإسلامية ‎أن‎ موفقية‎ وتقدم‎ المجتمع‎ في‎ مختلف‎ المجالات‎ رهن‎‎‎ بتوفير الأمن مشيراً إلى‎ أن مسؤولية‎ جسيمة‎‎ وفاخرة تقع‎ على‎ عاتق‎ قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎‎ تتمثل‎‎ في اقرار الأمن‎ مؤكداً القول: إنَّ‎‎ قوى‎ الأمن الداخلي‎‎‎ اليوم‎ هي في خدمة‎ الشعب‎ وتقف‎ إلى‎ جانبه‎‎ وتعدّ سنداً له كما أن‎‎ الشعب‎ من جانبه‎‎ يفخر بهذه القوات‎ ويثق‎ بها.
ورأى‎‎ سماحته أن‎‎ على‎ قوى الأمن الداخلي‎ أن‎‎ تكون عطوفة‎‎ ورؤوفة مع‎ المواطنين‎‎ ومقتدرة‎ في‎ التصدي‎ للمنتهكين للقانون‎‎ والمخلين بالنظم‎ وأضاف‎: الايمان‎ بالله‎ والالتزام‎ والإحساس‎ بالمسؤولية‎‎ وحب‎ الناس‎ والشجاعة في‎ التصدي‎ للمخلين‎‎‎ بالأمن الاجتماعي‎‎ هي من الخصائص‎ المهمة‎ التي‎‎ يجب‎ أن‎ تتحلي بها قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى‎ المفاخر التي‎‎ حققها الشعب‎ الايراني والعزة‎ الوطنية‎ التي‎‎ تبوأها على الصعيدين‎ الاقليمي‎‎ والدولي منوها بالقول: إنَّ‎ أعداء هذا الشعب‎ يعتبرون‎ نجاح‎ وعزة‎ الشعب‎ الايراني‎ بأنه‎ يشكل‎ عائقا أمام‎ تحقيق‎ مصالحهم‎ اللامشروعة‎ ولذلك‎ يحاولون‎ الاخلال‎ في‎ مسيرة‎ تقدم‎ البلاد علمياً وسياسياً وإثارة‎‎ البلبلة ولذلك‎ على‎ قوى‎ الأمن‎‎ الداخلي‎‎‎ أن تتحلي باليقظة‎ في هذا المجال‎.
وأشار سماحته إلى ضرورة‎ توفير الأمن‎‎ لكافة‎ أبناء الشعب‎ مؤكداً: إن المواطنين‎‎ سواسية‎ في‎ هذا المجال‎ مهما كان مذهبهم‎‎‎ وقوميتهم وانتمائهم السياسي‎ وفي‎‎ المقابل‎ يجب‎ تضييق‎‎ الخناق على الذين‎ يمسّون‎‎‎ بأمن المواطنين.
وقبل‎ كلمة‎ القائد العام‎ للقوات‎ المسلحة‎ رحّب‎ العميد أحمدي‎ مقدم‎‎ بقدوم قائد الثورة‎ معتبراً توفير مناخ‎ آمن‎ مشفوعاً بالهدوء واستظلال‎ المواطنين‎ بمظلة‎‎‎ الأمن‎ والنظم‎ بغية تمهيد الأرضية لرشد ونمو الفضائل‎ بأنها من‎ أهم‎ مسؤوليات‎ قوى‎ الأمن‎‎ الداخلي‎ وقال‎: إنَّ تربية‎‎‎ كوادر مؤمنة ومتخلقة بالخلق‎ الإسلامي‎ المشفوع بالذكاء والمهارات‎ الفنية‎‎‎ والتخصصية تعدّ من‎ أولويات‎ كلية الشرطة. هذا ورفع‎ العميد رفيعي‎ نيا رئيس‎ كلية‎‎‎ الشرطة تقريراً عن‎ البرامج‎ التعليمية والبحثية‎‎ والتربوية والإجراءات‎ البنيوية‎‎ التي‎‎ جرى‎ اتخاذها في الكلية.
كما تم‎‎ّ في‎ هذه‎ المراسم منح‎ جوائز ورتب‎ عسكرية‎‎ لعدد من‎ الأساتذة والمدراء والمدربين‎‎ والقادة‎ النموذجيين وكذلك‎ ممثلي‎ الطلبة‎ الجدد وعدداً من‎ عوائل‎ شهداء قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎. ومن‎ ثم‎ التقى‎ سماحة‎‎ السيد القائد قادة وكبار المدراء التنفيذيين‎ وعمداء الكليات‎‎ وأعضاء الهيئات العلمية‎ لقوى‎ الأمن‎‎ الداخلي‎ معتبراً أن التوجه‎ الجديد لدى‎‎ هذه‎ القوى المتمثل‎ بالتعاطي‎‎ العلمي مع‎ مختلف‎ القضايا الاجتماعية‎ وكذلك‎ المسائل‎ المحترفة‎‎‎‎ والتخصصية خطوة جيدة جديرة‎‎ بالإشادة والتقدير.
وأكد سماحته‎: إن‎ وجهات‎ النظر والرؤى‎ العلمية‎‎ المتخصصة التي‎‎ تطرح‎ في نطاق‎ عمل‎‎ قوى‎ الأمن‎‎ الداخلي‎ يجب‎ أن تدخل حيز التنفيذ وألا تتوقف‎ الأبحاث العلمية‎ في‎ المرحلة‎‎ النظرية. وأشار قائد الثورة المعظّم إالى‎‎ التخلف‎ العلمي الذي‎ عانى‎‎ منه‎ الشعب‎‎ الايراني بسبب سوء تدبير وتبعية‎ حكام‎ القاجار والبهلويين‎ وأضاف: من‎ تبعات‎ هذا التخلف العلمي‎ روح‎ التقليد التي‎‎ سادت‎ في مختلف‎ الميادين‎ العلمية‎‎ والعادات‎ والتقاليد الاجتماعية والثقافية‎ والتي‎ أخذت‎ بالتراجع‎ بعد انتصار الثورة‎‎‎ الإسلامية اثر استعادة الشعب‎ الايراني‎ لثقته‎‎ بنفسه، لكن‎‎ علينا ومن خلال‎ ايجاد نظرة‎‎ جديدة في‎ مختلف‎ القضايا لا سيما فيما يخص‎ العلمية‎‎ منها ازالة روح‎ التقليد هذه‎ من‎ بيننا. واعتبر سماحته‎‎ الاستفادة من‎ انجازات‎ الآخرين‎‎ بأنها تختلف‎ عن تقليد البحت‎ وأضاف‎: على‎‎‎ قوى‎ الأمن‎ الداخلي وفي اطار واجباتها ومهامها أن‎ تتحلى‎ بنظرة‎‎ جديدة وعامة‎‎ تتضمن‎‎ كافة جوانب‎ عملها سواء من حيث الكوادر أو التدريبات‎‎ والمهارات المتخصصة‎. وشدد القائد العام‎ للقوات‎ المسلحة‎ على‎ أنه‎‎‎‎ من‎ خلال‎ هذه النظرة الجديدة يجب‎ تعريف‎ الشرطي‎‎‎ الايراني على أساس‎ المبادئ والأساليب‎ الحديثة‎ التي‎ تنسجم‎ ومعنويات‎ وثقافة‎‎ الشعب‎ الايراني‎ وسلوكه الاجتماعي‎.
وتطرق‎ سماحته إلى‎ دقة مهام‎ قوي‎ الأمن‎ الداخلي‎ وتعقيدها مؤكداً ضرورة‎ رعاية‎‎ الجوانب‎ العلمية ودقائق‎ القضايا النفسية‎‎ والاجتماعية عند التعاطي‎ مع‎ مختلف‎ شرائح‎ الشعب‎. وفيما يخص‎ تنفيذ مشروع الأمن‎ الاجتماعي‎‎ قال‎ سماحته‎‎: إنه على قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎ وعبر تجنب‎ المشاريع‎ الموسمية‎ والمؤقتة‎ أن‎‎ تتابع‎ بجد مشروع الأمن الاجتماعي‎‎‎ لكي تترسخ‎ أهدافه‎ في المجتمع‎.
وذكر سماحة السيد القائد بمهام الأجهزة الثقافية‎‎ والتعليمية في‎ النهوض‎ بمستوى‎ الأمن‎‎ الاجتماعي‎‎ وأضاف‎: على قوى‎ الأمن الداخلي‎ ودون‎ الاهتمام‎ ببعض‎ حالات‎ الضجيج‎ التي‎ تثار من‎‎ حولها أن تقوم‎ بأعباء ما عليها من‎ واجبات‎. يذكر أنه‎‎ قبل‎ خطاب‎ قائد الثورة قدّم‎ قائد قوى‎ الأمن‎‎ الداخلي‎ تقريراً عن نهضة‎ البرمجيات‎ المتبعة‎‎ في‎ هذه القوى معتبراً أن‎ التحرك‎ على‎ أساس‎ العلم‎ والتدبر والتعقل‎‎ تشكل محور نشاطات‎ قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎.
وقال‎ العميد أحمدي‎ مقدم‎ أن‎‎ من جملة‎ التوجهات‎ الحديثة‎‎‎ المتبعة في‎ هذه القوى‎ تشكيل‎‎ مجلس‎ ستراتيجي‎ وبذل اهتمام‎ خاص‎ بالشرطة‎‎ الالكترونية وتحديث التكتيكات‎ والتقنيات‎ ورقي‎ الأخلاق‎ المهنية‎‎ والاستفادة من‎ التطورات‎ العلمية‎ والاعتماد على‎ العلم‎ والبحث وتحسين‎ هيكلية‎‎ تنظيم‎ هذه القوى‎ والاهتمام‎ بالرساميل‎ البشرية‎.
كما استعرض‎ عدد من‎ قادة‎ ومنتسبي‎ قوى‎ الأمن‎ الداخلي‎ آرائهم‎‎ وأبحاثهم العلمية‎.
700 /