موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة قائد الثورة الإسلامية بعد زيارته لمعرض إنجازات تقنيات النانو في إيران.


31/01/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
كان هذا اليوم يوماً جد جيد وطيب بالنسبة لي لمشاهدتي العمل المتميز الذي تم إنجازه ولا يزال مستمراً والحمد لله في مجال تقنية النانو في البلاد. طبعاً كل واحد من هذه الأعمال التي تم إنجازها والأشخاص المحترمون الذين تحملوا هذه الجهود وقاموا بهذه الأعمال جديرون بتقديم الشكر والتقدير لهم بشكل مستقل، والدعاء لهم بمزيد من التقدم.
لحسن الحظ فإن قضية تقنية النانو تجربة ناجحة لبلادنا وتدلّ على أنه عندما تركز جماعة مندفعة ومخلصة ومتخصصة في عملها على موضوع معين، وتدير الأمور بطريقة مبرمجة، فسوف تتحقق حالات من التقدم محسوسة وعلى شكل قفزات في ذلك الموضوع. تقدم العمل في تقنية النانو فضلاً عن كونه ذا قيمة ذاتية بالنسبة لنا، فهو في الواقع نموذج يدل على أننا قادرون على اتباع هذا النموذج في كل قضايا البلاد وجعله معياراً. كان لنا قبل زهاء عشرة أعوام لقاء بجماعة لجنة النانو حيث قدموا لي تقريراً وشرحوا موضوع النانو، وعملوا وتقدموا إلى الأمام. ونرى اليوم لحسن الحظ حصول قفزة في إيران على مستوى الشؤون العلمية والبحثية. بمعنى أن الأعمال تتقدم إلى الأمام بصورة قفزات.
نشكر الله تعالى على حصول مثل هذا الشيء. المهم هو أن تنظروا ما هي عوامل هذه القفزات التقدمية، فتحافظوا عليها. من هذه العوامل وجود برامج وخطط جيدة، والثبات والاستقرار في الإدارة، والاهتمام بصناعة ثقافة وخطاب عامّين في هذا الخصوص. هذا هو الشيء الذي وجدت مؤخراً أن هؤلاء التلاميذ الشباب يتابعونه بمستويات فوق مستويات الطاقات العادية للتلاميذ، أو الأعمال التي أنجزت لقطاعات مختلفة، هذه هي صناعة الخطاب. صناعة الخطاب هذه على جانب كبير من الأهمية. بمعنى أن تتكون في البلاد هذه الأفكار والخطاب الذي فحواه أن قضية النانو يجب أن تتابع. النانو على جانب كبير من الأهمية، ولا نروم القول إنها أهم من كل قضايا البلاد وأعلى من كل الشؤون العلمية، لا، ولكنها من القضايا المهمة في التقدم العلمي والتقني للبلاد. لنجعل هذه القضية نموذجاً لشتى أعمالنا ولنحافظ على عوامل التقدم التي أشرت إلى بعضها. بمعنى أن نستكمل البرامج يوماً بعد يوم. لا تغرّنا النجاحات. عدم الغرور هذا شيء مهم جداً. لقد كان تقدمكم طوال هذه الأعوام العشرة جيداً جداً، أي إنكم ارتقيتم من مرتبة دانية في العالم إلى المراتب العليا، ووصلتم مثلاً إلى المرتبة السابعة. هذا شيء مهم جداً، بيد أن هذا يجب أن لا يدفعنا إلى القناعة بالوضع الموجود فنكتفي بالمحافظة على هذا الوضع الموجود، لا، تقدموا إلى الأمام ولا تتخلوا عن التفكير في التقدم المطرد في هذا الحقل العلمي. وسوف تُجتَذبُ مواهبُ متعددة. البنين والبنات الذين نراهم الآن هنا مواهب جيدة، ولو لم يكن هذا الموضوع قد طرح عليهم لما انفتح أمامهم هذا الباب من البحث العلمي ولما برزت هذه المواهب. إننا نجهل الكثير من المواهب والطاقات الموجودة في بلادنا، فلنفتح الساحة لمعرفة هذه المواهب وإشراكها في العمل.
إننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى العمل، فلدينا تخلف وفقر تاريخيان في المجالات العلمية والبحثية. صحيح أن سرعتنا العلمية في العالم حالياً تقف في الدرجة الأولى، والواقع أن سرعتنا العلمية أعلى بالكثير الكثير من المتوسط العالمي، بيد أن ميزة هذه السرعة هي مجرد أنها تتقدم بنا قليلاً عن ذلك التخلف التاريخي والفقر التاريخي. علينا أن نواصل هذه المسيرة إلى درجة نصل معها إلى الصفوف الأمامية. لماذا نقول الصفوف الأمامية؟ لأننا نمتلك إمكانية ذلك ونحتاج في الوقت ذاته لذلك. توجد في بلادنا كل هذه المواهب والطاقات الجيدة، بمعنى أن متوسط المواهب في بلادنا أعلى من متوسط المواهب في العالم، وهذا ما تمّ إثباته وصار من الأمور المسلم بها. لدينا الكثير من المواهب يجب أن تبرز وتظهر وتؤتي ثمارها. ثانياً نحن نحتاج إلى التقدم. إننا نحتاج لهذا الشيء. نرى أن النهج المستقل سياسياً واجتماعياً وفكرياً للشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية يؤدي إلى معاداة عتاة العالم وأصحاب القوى التعسفية لنا. إنه عداء يعبّر عن نفسه في الكثير من المواطن. عندما يعادوننا كل هذا العداء فيجب علينا تقوية أنفسنا وإيصالها إلى الاقتدار اللازم.
لحسن الحظ فإن الأعمال والأمور قد تقدمت لحد الآن في جميع الميادين، والذي أرجوه هو أن لا تدعوا عوامل التقدم تفسد وتضطرب، ومنها قضية ثبات الإدارة واستقرارها، واستكمال البرامج والخطط، والابتعاد عن الأجواء السياسية. من أهم الأمور أن لا تسمحوا لهذه الدوافع السياسية التي تشاهدونها في الخارج أن تتسرب إلى هذه المجموعة، لأنها سوف تعمل على تخريب ما لديكم وستكون هذه حالة مؤسفة. كما كان الوضع جيداً لحد الآن والحمد لله حافظوا عليه جيداً ولا تدعوه يفسد. والدكتور السيد ستاري حاضر هنا ويستطيع أن يساعد في تقدم هذه المجموعة. كما ورد في هذا الرسم البياني الذي عرض هنا فإن الميزانية قليلة جداً بالمقارنة إلى نظيراتها في العالم، ينبغي الاهتمام بهذه القضية أكثر. وسوف يمدّ الله تعالى يد عونه ونحن ندعو لكم بأن يعينكم الله. إذا كنا على قيد الحياة فسوف نراكم مرة أخرى بعد مدة من الزمن إن شاء الله وقد حققتم مزيداً من التقدم، وإذا لم نكن فسيرى البلد تقدمكم بمشيئة الباري تعالى. وقضية توجيه العمل صوب السوق والثروة التي لاحظتُها في موضع ما من التقارير على جانب كبير من الأهمية، أي افعلوا ما من شأنه أن تستطيع هذه الشركات العلمية المحور الاستفادة من هذه النتاجات والأفكار بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا من شأنه أن تظهر تأثيرات أعمالكم العلمية والبحثية في بيئة الناس الحياتية، وهذا ما سيضمن تقدم مشاريعكم إن شاء الله. حيّاكم الله.