موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله حشداً من أساتذة الجامعات والنخب العلمية والباحثين من مختلف جامعات البلاد في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المبارك في حسينية الإمام الخميني(رض)

 

بسم الله الرحمن الرحیم (1)

الحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّدنا ونبیّنا أبي القاسم المصطفی محمّد وعلی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین، سیّما بقیّة الله في الأرضین.

قدمتم خير مقدم أيها الإخوة والأخوات الأعزاء. وكما ذكرتُ كراراً، فإن هذه الجلسة جلسة رمزية، لها دلالتها في الواقع على الاحترام والتكريم والتعظيم الذي نحمله تجاه العلم وأساتذة العلم والجامعات. وهي تعتبر بالنسبة لي فرصة مغتنمة جداً لأكتسب عبر الاستماع إلى كلمات المحاضرين الكرام، صورة إجماعية عن أجواء الخطاب العلمي والفكري في جامعات البلد. فإن ما بيّه الأحباء، علاوة على أنه كان ينطوي على مضمون مفيد، وسنتابعه وننقله للمسؤولين إن شاء الله، يدل إلى حدّ ما على الأجواء العامة السائدة في الجامعات، ولذلك يعتبر نافعاً بالنسبة لي.

وأقول بين قوسين: يسألون مني وينقلون لي هذا التساؤل وهو أنه: ما هي الطرق التي يحصل من خلالها فلان على المعلومات؟ فإنني حين أتحدث عن الجامعة وعن العلم وعن الأوضاع السائدة في هذا المضمار، من أيّ الطرق وأي القنوات أكتسب المعلومات في ذلك؟ وأقول في الجواب بأن الطريق الرئيس يعود إلى داخل الجامعات؛ أي التواصل الذي يتم معنا من خلال الأساتذة، والطلاب، والمدراء والمسؤولين على الأجهزة العلمية والجامعية في البلد. وبالتالي هناك دائرة وسيعة من شبكات التواصل التي تعيننا للاطلاع على حقائق العلم والعالم والجامعة وأمثال ذلك، سواء عن طريق التقارير الرسمية الحكومية التي يرفعها الوزراء المحترمون إلينا في حقب مختلفة وبمناسبات متعددة أو التي نطلبها نحن منهم، أو عن طريق العلاقات الشعبية التي تتم بواسطة الأساتذة، والعلماء، وطلاب الجامعات، ومن لهم صلة بالجامعات، حيث يخبروننا بالأمور التي يعرفونها ونستفيد منها، أو عن طريق المواقع التوثيقية التي ذُكرت هنا أسماؤها، حيث تُترجم مقالاتها وتقدَّم لي، فأطلع على ما تكتبه عنّا اليونسكو و(ISI)(2) و(Scopus)(3). هذه هي قنواتي لاكتساب المعلومات. وإن تضارب وتداخل هذه القنوات، تُطمئن الإنسان بصحة ما نحصل عليه من معلومات.

الموضوع الذي أودّ أن أطرحه هو أن واحدة من واجبات العلماء والمفكرين والنخب في البلد، هي التطلّع إلى المستقبل. فبعد عشرين عاماً نريد لبلدنا أن يتسم بأي السمات؟ وهذا هو المهم. فلو أننا نبحث حول الاقتصاد، أو حول العلم، أو حول التكنولوجيا، أو حول الأخلاق والمعرفة، لا بد أن يكون الهدف من هذه الأبحاث هو أنه ماذا نتطلّع لبلادنا في مرحلة ما بعد عشرين عاماً؟ فلقد طرحنا ميثاق الأفق العشريني قبل عشرة أو أحد عشر عاماً إلى سنة 2025، وهو جيد جداً، علماً بأن التقييمات مختلفة في أننا خلال هذه الأعوام العشر التي تصرّمت، هل تقدّمنا بمقدار عشر سنوات، أو بمقدار خمس سنوات، أو بمقدار اثني عشرة أو خمسة عشرة سنة؟ فالآراء مختلفة. ولكن بالتالي كيف نريد لبلدنا أن يكون بعد عشرين عاماً؟ فإن طلاب اليوم سيتربّعون بعد عشرين سنة على المناصب الإدارية، ويتسلمون مقاليد إدارة البلاد، وهنا تتبيّن أهمية عملكم أنتم أساتذة الجامعات والمسؤولين عليها، فإن هؤلاء الذين يُعدّون اليوم من طلابكم، سيتولّون بعد عشرين عاماً إما رئاسة الجمهورية، أو الوزارة، أو نيابة المجلس، أو إدارة الجهاز الفلاني، وبالتالي ستكون مقاليد البلاد بأيديهم، فإلى ماذا تتطلعون بعد عشرين عاماً؟ هذا أمرٌ بالغ الأهمية، وسؤال هام، وهاجس مهم يراود الأذهان، ولا يسع العلماء والمفكرون في البلد وأنتم منهم، التغاضي عنه.

ولو كنا نحمل صورة إجمالية مطلوبة حول ما بعد عشرين عاماً، فإن الوظيفة في ذلك تقع على عاتق سلسلة العلم والمعرفة هذه، بدءاً من التعليم والتربية ووصولاً إلى الجامعات. فهؤلاء هم الذين يتحملون هذه المسؤولية، وهم الذين يعمدون اليوم إلى تربية جيلٍ، يتسلّم بعد عشرين سنة زمام الأمور.

فهل نصبو بعد عشرين عاماً إلى إيرانٍ تتسم بهذه الخصائص التي سأذكرها؟ إيرانٌ مقتدرة، أي نهدف بعد عشرين سنة للوصول إلى إيران مقتدرة، والمقتدر هو الذي لا يستشعر الخوف من تهديد الأعداء الصغار والكبار، ولا يشعر بالقلق حيال ذلك، ويتكئ على اقتداره.. هذه هي إيران المقتدرة. وإيرانٌ مستقلة، فأحياناً لا يشعر البلد بالخوف من جانب العدو الخارجي لاتكائه على قوة أخرى، كالطفل الذي يشعر بالأمن والاقتدار لاتكائه على والده. أفهل نريد أن نكون كذلك؟ أم نريد أن يكون بلدناً متكئاً على اقتداره، ومتسماً بالاستقلال؟ وإيرانٌ متدينة، وإيرانٌ ثرية، وإيرانٌ تتمتع بالعدالة، بما في ذلك العدالة الاقتصادية والاجتماعية والقضائية، وإيرانٌ تمتاز بحكومة شعبية نزيهة مجاهدة مخلصة تقية.. هذا ما نريده لبلدنا؟ وهو أمرٌ مطلوب بالطبع.

أم أننا لا نبالي بهذه العناصر التي ذُكرت، ولا نعبأ كثيراً بهذه النقاط، بل نعارض البعض منها. ومعنى ذلك أننا نتطلع إلى أن تعيش إيران حالة من الازدهار الاقتصادي والرفاه المعيشي، حتى ولو تحقق ذلك بالتبعية للآخرين. وهذا بالطبع أمرٌ متعذّر، وفيه نقاشٌ بأن البلد التابع لغيره في الجانب الاقتصادي لا يمكنه أن يعيش حالة من الازدهار والرفاه الاقتصادي.. أجل، يصل من حيث الثروة إلى القمم والذرى، ولكنه لا يستطيع أن يتمتع بالرفاه والاستقرار الفكري والاقتصادي. ولنفترض بأننا نريد التبعية ولا نرى من بأس في ذلك من الناحية السياسية، كما يصرّح البعض حالياً بذلك، وهذا يعني أننا نصبو إلى بلدٍ أحادي الإنتاج - كما هو الآن عليه -، يعتمد على النفط وبيع الخامات، ويعيش حالة التسيّب في الجانب الثقافي، ويعاني من التمزّق في المجالات الاجتماعية والقومية والدينية والمذهبية والسياسية، وبلدٍ تسوده النزعة الأرستقراطية، ويمتاز بقمم عالية من الثروة كما هي أمريكا عليه الآن - وول ستريت (4) إيراني - في قبال الفقر والحرمان الذي يعيشه عدد كبير من الناس؛ أي نتطلع إلى بلدٍ يتمتع بهذه السمات والصفات.

ففي أمريكا، وطبقاً للأخبار التي تُذاع جهاراً، حين تسود الحرارة أجواءها، يموت البعض من الناس حرّاً، وهذا يعني التشرّد، لأن الإنسان لا يموت من الحرّ إذا كان في منزله، أو إذا سادت البرودة، يموت الكثير من البرد، وهذا أيضاً هو التشرّد بعينه - وهذه أرقام تفلت أحياناً من أيديهم وتُذاع، وفي كثير من الأحيان لا تذاع -. وهذا ما يحدث في بلدٍ يتمتع بكل هذه الثروة - فإن أمريكا بلد ثري - وهو مؤشر على وجود قمم وإلى جانبها هوات من التعاسة والتدهور والفقر والحرمان. ولكن ما الذي نصبو نحن إليه؟ علماً بأن بين هذين النمطين، صورٌ وأشكال متوسطة مختلفة.

ولو أردنا الوصول إلى تلك الصورة التي رسمناها أول مرة، وهي أن تمتاز إيران بعد عشرين عاماً بمزايا مادية ومعنوية، وأن تتسم بالتقدم والاقتدار والعزة، وأن تتمتع داخلياً بالخيرات والمبرات المادية والمعنوية - فالتدين الذي ذكرناه يعني الخيرات والمبرات المعنوية - فهذا ما يحتاج إلى أعمالٍ ترتبط غالبيتها بالجامعات. وهذا هو السبب من تأكيدي وشعوري بالحساسية تجاه الجامعات وأساتذتها والوزراء المحترمين المعنيين بهذا القطاع. ولقد تحدث الآن أحد السادة حول الكفاءة، بيد أن الكفاءة تقع على عاتق من؟ فإن كل الجهود التي نبذلها هي من أجل إيجاد هذه الكفاءة. وبالتالي من الذي يحقق الكفاءة؟ ذلك الإنسان العالم، الصبور، المجاهد في سبيل الله، العامل لوجه الله، الذي لم يدّخر لنفسه شيئاً، وهو خبير بعمله، وينزل إلى الساحة، وينجز عمله بشجاعة، فإن الكفاءة تتحقق بيده، ونحن نتطلع إلى هذا الأمر. ولكن أين يترعرع ويتربى مثل هذا الإنسان؟ في الجامعات على الأغلب. إذن فالقضية تعود إلى الجامعات، ولا بد من العمل على اتسام الجامعات بتلك الخصائص التي يحتاج إليها البلد في المستقبل وفيما بعد عشرين عاماً. فانظروا إلى مدى أهمية الجامعات.

وإنّ لهذه الأمور التي ذكرناها لوازم، لخّصتها في عدة عناوين: فمن هذه اللوازم التقدم العلمي، ومنها الانضباط الأخلاقي، ومنها الضبط الديني في الوسط الجامعي، ومنها البصيرة السياسية، ومنها الشعور بالهوية والافتخار بها. فعلى طالبنا أن يشعر بالهوية الإيرانية الإسلامية وأن يتباهى بها. وهذه من الأمور الواجبة والضرورية التي يجب مراعاتها لتحقق الهدف المنشود لدينا، ولو افتُقدمت أيّ منها، ستكون إحدى الدعائم متزلزلة. ولو حالفنا الوقت، سنتحدث قليلاً بشأن كل واحد منها.

وما أنبّه عليه أحياناً من تجنّب المخيمات والرحلات المختلطة والممارسات المنافية للدين وما شاكلها باستمرار، لا يُحمَل على التزمّت، وإنما هي أعمال تؤدي إلى ظهور بعض الإيرادات والإشكالات، وإلى خروج البيئة الجامعة من الشكل المطلوب والضروري لها. وعدم اكتراثنا بهذه الأمور، يقف بالضبط على النقيض مما نتوقّعه اليوم من الجامعات وما نحتاجه فيها.

وفيما يخص قضية التقدم العلمي، فقد تحدث السادة بكلمات جيدة جداً، والموضوعات التي أدلى بها السادة والسيدات في مختلف القطاعات موضوعات رائعة، وفيها دلالة على الحركة العلمية. ففي بداية عِقد الألفين تقريباً، حينما طُرحت قضية العلم والتقدم العلمي - وأتصور على ما في ذهني أنني طرحت هذه القضية وتابعتها بادئ الأمر في جامعة أمير كبير - انطلقت على أثرها حركة بكل ما في الكلمة من معنى، ووصلت مسيرة النمو العلمي إلى مراحل جيدة جداً، وذلك لتوافر الأرضية والاستعداد والإمكانية في البلد بهذا الشأن. بيد أن المسألة التي أشدّد عليها، هي سرعة النمو. ففي إحدى الجلسات التي كان قد اجتمع فيها رؤساء الجامعات وأساتذتها أيضاً، تحدثتُ عن سرعة النمو، وحذّرتُ من تباطئ هذه السرعة (5)، فبعث لي الوزير المحترم رسالة كتب فيها بأن مسيرتنا التقدمية متواصلة، وذكر فيها بعض الأرقام. وأنا أعلم بأن مسيرة النمو متواصلة، وكلامي لا يدور حول أننا نفتقد إلى النموّ العلمي، فإني أشهد هذه الظاهرة بالتالي، وإنما يحوم كلامي حول سرعة هذا النموّ، فقد تباطأت هذه السرعة. ونحن اليوم بحاجة إلى أن نزيد من سرعة هذا النمو. ففي سباق السيارات على سبيل المثال، إذا كان الجميع يسير بسرعة 250 أو 300، وأنت أيضاً في الخطوط الأمامية تسير بنفس هذه السرعة، لا إشكال في ذلك، وأما إذا كنت في الخط الأخير وفي الخطوط الخلفية، لا تنفعك هذه السرعة، ولو سرتَ بنفس السرعة التي تسير بها السيارة المتقدمة، ستكون متخلفاً على الدوام، وإنما يجب عليك أن تزيد من سرعتك لتصل إلى الأمام، وعندها يمكنك أن تواكبهم في السرعة. ولقد أشار الآن بعض السادة - وهو مذكور في المواقع التوثيقية أيضاً - إلى أن بعض البلدان الأوروبية قد تباطأت سرعة النمو العلمي فيها، وهذا ما نحن على علم به. والسبب في ذلك أنهم قد استثمروا طاقاتهم، فإن استُثمرت الطاقات واستنفذت، حينئذ لا يبقى مجال للتقدم، وهذا واضح، رغم أن المسيرة العلمية لا تتوقف على الإطلاق. بيد أننا لسنا كذلك، فقد فُرض علينا التخلّف لستين أو سبعين عاماً على أقل تقدير، بسبب وجود حكومات فاسدة أو خائنة أو غافلة - والغفلة هي الحد الأدنى -. ولو أردنا المضيّ قُدماً في هذا السباق العالمي، لا يمكننا السير بنفس سرعة النموّ التي يسير بها من هم قُدّامنا، وإنما علينا أن نزيد من وتيرة هذه السرعة.. هذه هي مطالبتي، وإلا فإني أعلم بوجود النموّ العلمي، وإنما الواجب هو التسارع في هذا النمو. علماً بأننا نتبوّأ المرتبة العالمية الرابعة في النمو العلمي، وهذا ما ذكره السيد الوزير في تقريره الذي رفعه إليّ (6)، وما شاهدته أنا بنفسي أيضاً في تقرير إحدى هذه المواقع التوثيقية. أجل، نحن نحتلّ المرتبة الرابعة، بيد أنّ هذا لا يكفي، والواجب علينا أن نزيد من سرعة حركتنا.

والشعور بالهوية، فلقد قلنا بأن على الطلاب أن يشعروا بالهوية. والواجب علينا أن نقف على الحقائق المتاحة في البلد، وما قيل في هذا اليوم، لا يمثل إلا جانباً من الحقيقة. فقد حققنا إنجازات وتقدّمنا في حقل الفضاء، وفي تقنية النانو، وفي الطاقة النووية، وفي تكنولوجيا الأحياء، وفي القطاع الطبي، وهذه أمورٌ لا بد من بيانها. والأستاذ بوسعه في مجال الشعور بالهوية أن يترك أثره على نفس الطالب ليشعر أنه يحمل هوية قيمة ويفتخر بها. وأما أن يقوم أستاذنا في داخل الصف بتثبيط معنويات الطالب قائلاً له: أنت صغير.. أنت حقير.. أنت متخلّف.. فهذه خيانة دون مجاملة. أو أن يحثّ أستاذنا الطالب النخبة قائلاً له: ماذا تصنع هنا؟ قم وهاجر إلى الخارج وتمتّع! والحال أن أفضل جامعات البلاد وبكلفة باهظة، قاموا بإعداد هذا الطالب وتربيته، وإذا به في وقت الاستثمار والاقتطاف من هذه النبتة القيمة، يذهب ليجني ثماره في مكان آخر! فهذه خيانة. فإن معنى الشعور بالهوية هو أن يشعر الطالب بإن إيرانيته وإسلاميته وثوريته مدعاة للفخر والاعتزاز، وأن يتباهى بها. أجل، نحن متخلّفون، ولكننا نتمتع بالقوة والكدّ والطاقة والشبابية، فنحثّ الخطى، ونتقدم إلى الأمام، ونبلغ المقصد.

وإن حديثي بشأن اللغة الفارسية - الذي أشار إليه مقدّم البرنامج المحترم أيضاً - لا أقصد به اللغة ذاتها، رغم أنها في غاية القيمة والأهمية، وقد أكّدنا عليها كثيراً في محله. وإنما أقصد أن نصل من الناحية العلمية إلى درجة، لو أراد أحد أن يتلقى ذلك العلم أو يبلغ تلك المرتبة العليا، لا محيص له سوى تعلّم اللغة الفارسية. كما أنكم اليوم لو أردتم التوصّل في جانبٍ من العلوم إلى المستجدات العلمية، تضطرون لتعلّم اللغة الإنجليزية أو اللغة الفرنسية مثلاً.. هذا هو ما أردتُ قوله، وعلينا أن نوصل البلاد إلى هذا المستوى. فإننا نتمتع بالطاقة والقوة والإمكانية، ورغم تخلّفنا، سنمضي قُدماً إلى الأمام، كما أننا كنا متخلفين كثيراً، وبلغنا بأنفسنا إلى ما نحن اليوم عليه.. هذا ما أقصده من الكلام.

طرحت الآن أرقاماً، لا حاجة لذكرها ثانية، وقد أشار إليها بعض السادة أيضاً. وإن ما ذكرته مراكز الحكم العالمية - ومنها هذه المواقع التوثيقية، أو المجلات العلمية كمجلة ساينس (7) ومجلة نيتشر (8) - بشأن إيران يدل على إعجابهم. فعلى سبيل المثال يقول معهد التقييم العلمي في كندا: «حالات التقدّم العلمي في إيران مذهلة»، والملفت هي الجملة التي تليها: «ومبعث قلقٍ للغرب»! ولكن لو أنكم من بني الإنسان لماذا تقلقون؟ ولو أن شعباً تقدم في الجانب العلمي، فلماذا يستوجب هذا قلقكم؟ وكتبت مجلّة علمية أخرى في العالم، وهي مجلة ساينس: «إيران قوة علمية حديثة الظهور»، هذا ما كتبوه، وسجلوه، ونشروه: قوة علمية حديثة الظهور. وبحسب التقارير التي رُفعت وكُتبت لي، قدّمت اليونسكو تقريراً في العام الماضي سنة 2015، يتناول آفاق العلم حتى سنة 2030، جاء فيه أن إيران تسعى وراء تبديل الاقتصاد المبني على المصادر إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وهذه هي النقطة التي طالما أكدنا عليها، وأشار إليها بعض السادة اليوم أيضاً. وهذا هو السبب من كل تأكيدي على هذا النوع من الاقتصاد. ويتابع التقرير القول: «لقد ترك الحظر تأثيره، وساعد إيران بصورة غير مباشرة على أن تفكّر في تبديل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة». ويضيف التقرير بأن الخلايا الجذعية، والقضية النووية، والجوفضائية، وتبادل الطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، هي التي تشكل الأولوية لإيران في المسائل العلمية. فقد وضعوا كل هذه المسائل تحت المجهر لدراستها والنظر فيها. وهذا يدل على أن ما نحققه من إنجازات يتسم بالأهمية. وعلى الطالب الجامعي أن يطلع على هذه الأمور، فلو اطلع عليها، سيشعر حينذاك بالهوية والشخصية، وسيفتخر بنفسه وبإيرانيته وبانتمائه إلى الثورة.

علماً بأن شعورنا بالهوية لا يختص بالشأن العلمي، ففي مجال الكلمة الحديثة – وكما قال المتحدث: هاتنا بكلام حديث- (9) أيضاً قد أطلقنا كلاماً جديداً. ذلك أن فكرة السيادة الشعبية المترافقة مع المعنوية والدين فكرة حديثة في العالم المعاصر. ولا يُتصوَّر بأن النزوع إلى المعنوية قضية رجعية قديمة، وعلى حدّ تعبير السادة «موضة قديمة».. كلا، فالعالم المعاصر وبسبب الفراغ المعنوي غارق في بحر متلاطم، وهذا ما هم يعترفون ويصرّحون به على الدوام، ولكن من أين يأتون بالمعنوية؟ فإنها لا يمكن زرقها في الشعب بالإبرة، وهم في ورطة لافتقادها، وسيقعون بالطبع في ورطة أكبر. فإن السيادة الشعبية التي قدمناها إلى جانب الدين والمعنوية، تعتبر سيادة شعبية بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى، بيد أن السيادة الشعبية في سائر البلدان، سيادة حزبية في حقيقة أمرها. فالحزب في الغرب لا يعني مجموعة وشبكة منتشرة بين الناس، لا في أمريكا، ولا في بريطانيا، ولا في أماكن أخرى، وهذا ما ينبغي لكم الالتفات إليه. وإنما الحزب في الدول الغربية يمثل نادياً سياسياً، يجتمع فيه عدد من النخب والرأسماليين، بشعارات محددة، ليتسنى لهم اجتذاب الناس إليهم في الانتخابات عبر الدعايات الإعلامية، وهذا لا يمثل في واقع أمره سيادة شعبية، بيد أن السيادة الشعبية في بلدنا هي الحاكمة بكل ما في الكلمة من معنى، وفي الوقت ذاته قد تبلورت بمعية الدين والإسلام. وهذه هي التي تمنح الشعور بالهوية، ولو تولّد هذا الشعور لدى الشاب، لا يصاب عندها بالتفسّخ. فإن لدينا آلاف الطلاب الجامعيين الذين يمارسون دراساتهم في خارج البلاد، ولو كان ذلك الفخر والاعتزاز موجوداً، لعاد هؤلاء الطلاب إلى أوطانهم. فليزاولوا دراساتهم، ولطالما ذكرتُ بأني لا أشعر بالتخوّف حيال ذهاب الطالب إلى خارج البلاد، فليذهب ويواصل دراساته ويتعلّم، ثم ليعد من أجل أن يكون نافعاً في بلده. ولكن متى يتحقق ذلك؟ حين يكون فخوراً بإيرانيته وبثوريته. وهذا هو المقصود من الشعور بالهوية.

ثمة نقطة تتعلق بالسياسة في الجامعات. قبل عدة أعوام - في الماضي البعيد - استخدمت حول موضوع السياسة في الجامعات عبارة، أثارت امتعاض المسؤولين الحكوميين يومذاك بشكل كبير، حيث قلت: لعن الله أولئك الذين طووا سجّل الفكر الساسي والعمل السياسي والنشاط السياسي من الجامعات (10)، فوجّهوا لنا عتابهم بأنكم تحرّضون الشباب على العمل السياسي. علماً بأن هؤلاء أنفسهم أحياناً ما يطلقون بشأن الجامعات والطلاب كلمات رياءاً، بيد أن تلك هي عقيدتهم، وهذه هي عقيدتي. فإن بيئة الجامعة بطبيعة الحال بيئة تضارب الآراء والأفكار، وهذه هي طبيعة الجامعة، والسبب في ذلك أن الشابّ من جانب، مازال لم يصل إلى النضج الفكري والمبنائي الذي يسوقه إلى الهدوء والاستقرار - إذ تعلمون بأن المرء إذا ما وصل إلى نضج فكري، يتبلور لديه الشعور بالسكينة والطمأنينة، وتُنتزَع منه حالات التحدي، على خلاف الشاب - ومن جانب آخر، فهو مليء بالطاقة والميل إلى البحث والنقاش وما إلى ذلك، وأنا شخصياً حين أراجع ذكرياتي وفترة شبابي قبل خمسين أو ستين عاماً، أجدها طافحة بالبحوث والنقاشات التي تتعالى فيها أصواتنا مع الآخرين بشأن القضايا السياسية ومسائل النضال! فإن أجواء التحديات تعتبر ميزة فترة الشباب، ولاسيما الشابّ الجامعي الذي هو مجبول على هذه المسائل، وهذا ما لا إشكال فيه مطلقاً. وإنما الإشكال يكمن في استثمار هذه الأجواء لمناهضة الثورة وقِيَمها، وهذا هو الأمر السيء. ولكن لا إشكال أبداً في وجود الأفكار والميول والتوجهات السياسية المختلفة في الجامعات، والتباحث وبروز التحدي بينهم.

ولكن ما هي الوظيفة الملقاة على عاتق مسؤول الجامعة؟ هل أنّ وظيفته دعم الميول المعارضة لأسس الثورة والتعاون معها؟ كلا.. ليست هذه وظيفته على الإطلاق، بل يقف هذا بالضبط على النقيض من مسؤوليته. فإن على مسؤولي الجامعة - بما فيهم المدراء، والمدراء العامين، ومسؤولي الوزارة، والأساتذة الذين يواجهون الطالب في داخل الصفوف - أن يسعوا في هذه البيئة الجامعية الزاخرة بالتحديات، إلى هداية هذه التحديات وتوجيهها صوب الأمور التي تؤول إلى أسس الثورة وأهدافها؛ أي أن تصنع من الشاب شاباً ثورياً. وفي جملة قصيرة: يجب أن تكون الجامعة ثورية، وأن يكون الطالب الجامعي ثورياً مسلماً مجاهداً في سبيل الله، وهذه هي التي تجب الهداية إليها. علماً بأن هناك تقارير تصلني أحياناً، تشير إلى عكس ذلك. وهذا ما أقوله للسادة المسؤولين ومدراء التعليم العالي الحاضرين هنا: تقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة، ويجب عليكم أن تحذروا حذراً شديداً، وأن تراقبوا الأوضاع لئلا تتبدّل البيئة الجامعية إلى مكانٍ للانفصال عن الثورة وعن مفاهيمها ومبادئها، وعن الالتزام الديني، وعن النزعة الثورية، وعن اسم الإمام الخميني الجليل وذكره، وهذه من اللوازم القطعية. فقد يكون هناك أحد أو فئة في داخل الجامعة تحمل ميولاً، تتسبب في تقسيم البلاد - وهذه حقيقة لها وجودها بالفعل في بعض الجامعات، وأنا على علم بذلك - بيد أن هذه الميول لا يمكن تأييدها ودعمها. وهناك ميولٌ تسوق البلاد صوب التبعية، ولا ينبغي مواكبتها، بل يجب التصدي لها لا من خلال القوة والممارسات الأمنية، بل بواسطة الأعمال المنطقية والإدارية والعلاجية. ومن هنا فالنزعة الثورية والانضباط [الديني في غاية الأهمية].

لديّ عدة توصيات أقولها باختصار، فقد أدركنا الوقت: أولاً يجب على مسؤولي التعليم العالي - سواء وزارة الصحة أو وزارة العلوم - أن يحولوا دون استشراء حالة الإحباط والملل في نفوس الباحثين والمبدعين، فهي حالة خطيرة. ولقد شاهدتم هؤلاء السادة الذين تحدثوا، كيف كانت تعلوهم الرغبة والحيوية والنشاط. ولا بد أن يجري هذا النشاط في كافة مراكز أبحاثنا ومحافلنا الدراسية والتحقيقية وأوساطنا الجامعية، ويجب أن تشيع روح الأمل في نفوس الجميع، فلا تسمحوا بأن تستولي عليهم حالة اليأس والتكاسل.

وإنّ من الأمور التي أوليت اهتمامي بها في ما مضى، ويؤيّدها المتخصصون اليوم أيضاً، هي الاهتمام بالعلوم التأسيسية. ذات يوم وفي جمعٍ من المفكرين والباحثين وأمثالهم (11)، قلتُ بأن العلوم التأسيسية كالرصيد الذي تودّعونه في المصرف، ليكون دعامة لحياتكم، والعلوم التطبيقية كالأموال التي تضعونها في جيوبكم لإنفاقها، فهي ضرورية، ولا يمكن شطب العلوم التطبيقية، بل يجب الاهتمام بها، بيد أن الأساس، هي العلوم التأسيسية. وقد نُقل عن العلماء المتخصصين والخبراء - الذين يجب علينا، بل عليّ، أن أتعلّم منهم - قولهم: لولا العلوم التأسيسية، لما آتت العلوم التطبيقية ثمارها.

والتوصية التالية، هي الدبلوماسية العلمية التي تتسم بالأهمية. وأساساً فإن الدبلوماسية قضية هامة، بما في ذلك الدبلوماسية الاقتصادية، والدبلوماسية الثقافية، والدبلوماسية العلمية، فالدبلوماسية مهمة. ولكن ينبغي التنبّه لئلا تنطلي علينا الخدعة في الدبلوماسية العلمية والتواصل العلمي الذي يحظى بتأييدي وموافقتي. فأحياناً ما يجتمع شخص بصفته تاجراً، مع رجل اقتصادي أو تاجرٍ لدينا في المطعم أو الفندق الفلاني في البلد الفلاني لعقد صفقة، وبعد الفحص والتحقيق، يتبيّن أنه رجلٌ استخباراتيٌّ في الكيان الصهيوني، قد تقمصّ ثوب التجارة، بغية تحقيق مآربه، والقضية ذاتها ترد في المجال العلمي أيضاً. أجل، استفيدوا من الأستاذ الأجنبي، ولطالما ذكرتُ في جمع الطلاب الجامعيين بأننا لا نشعر بالخجل من التتلمذ، ونتتلمذ على يد غيرنا، ولكن علينا أن نتوخى الحيطة والحذر لئلا تحدث في إطار التواصل والتعليم والتعلّم العلمي، ثغرة ونافذة وبوابة للاختراق الأمني، فإنهم يستغلون كل شيء للنفوذ والاختراق الأمني حتى العلم. وهذا أمرٌ قد تحقق في ما مضى، واليوم أيضاً يتحقق وللأسف في بعض المواقع.

والنقطة الأخرى، هي قضية المقالات العلمية. ولقد قدموا الإحصائيات والأرقام في هذا المجال، وأنا على علم بها، فقد كثرت المقالات، ولكن لا بد من هداية المقالات العلمية باتجاه متطلبات البلد. فنحن اليوم في قطاع النفط، والزراعة، والصناعات المختلفة، والعلاقات، بحاجة إلى الدراسة، وكتابة المقالات، ولا ينبغي أن تُكتَب المقالات تلبية لحاجة البلد الفلاني. وهذه أيضاً نقطة: هداية المقالات باتجاه حاجة البلد.

والنقطة التالية هي الخارطة العلمية الشاملة. علماً بأن إعداد هذه الخارطة كان أمراً مطلوباً للغاية، ولكن يجب من جانب تبيينه في كافة الجامعات، وتحولّه إلى خطة وبرنامج من جانب آخر.

ونقطة ترتبط بالاقتصاد المقاوم، وقد تحدث السيد الدكتور درخشان (12) في هذا الجانب بحديث جيد جداً. فالاقتصاد المقاوم عزة وطنية، وحلالٌ للمشاكل والعُقَد الحالية كذلك. وقد سألوا مني بأنكم كيف تريدون من خلال التأكيد على العزة الوطنية وتكرارها في خطاباتكم، تلبية متطلبات المجتمع الحالية؟ وجوابنا هو أن الاقتصاد المقاوم لو تم تنفيذه وتطبيقه حقيقة كما قيل وكما هو المطلوب، سيؤدي إلى تحقيق العزة الوطنية، وإلى تلبية احتياجات البلد أيضاً، لأنه يستند إلى الطاقات الذاتية والإمكانيات الداخلية والإنتاج المحلي.

والقضية التي تليها هي العمل الثقافي في الجامعات، وهو يمثل الأساس، ولا يعتبر عملاً ثانوياً وهامشياً، ولا بد من الاهتمام به. علماً بأن العمل الثقافي لا يعني إقامة الحفلات الموسيقية في الجامعات أو القيام بالحركات الموزونة فيها مثلاً ، فهذه لا تدخل في عداد العمل الثقافي، وإنما هي أعمال مضادة للثقافة. والعمل الثقافي، هو العمل الذي يعرّف الأذهان على ثقافة الثورة وثقافة الإسلام.. هذا هو العمل الثقافي. فعلى المسؤولين أن يفسحوا المجال للطلاب والأساتذة المبدئيين، وأن يسمحوا لهم بالتنفّس حقاً في الأجواء الجامعية. وتوصيتي بالطبع للطلاب والأساتذة الثوريين المبدئيين أن يضطلعوا بدورهم. فلقد قلنا للشباب بأنكم ضباط الحرب الناعمة، وأنتم أيضاً قادتها، فقودوا هذه الحرب، واضطلعوا بدوركم فيها. فإن الحرب الناعمة قائمة، ومن ذلك اليوم الذي تحدثت فيه عنها قبل عامين أو ثلاث، وإلى يومنا هذا، تضاعفت ضراوة وشدة. وموضوع اللغة الذي أوضحته السيدة قهرماني (13) موضوع هام ونقطة ملفتة إذا ما تم إعارتها الأهمية والدقة. فالعدوّ يهاجمنا ثقافياً من كل حدب وصوب، والسبب واضح ذكرناه كراراً. والواجب علينا هو أن نعدّ أنفسنا.

قلتُ بأن لا تتواجد في الجامعات العناصر غير الموثوقة، فقالوا من هو غير الموثوق؟ غير الموثوق، هو ذلك الشخص الذي يتحدى النظام بأي ذريعة. ولكن أيّ بلدٍ يسمح بأن يتعرض النظام الحاكم عليه للتحدي؟ أفهل تسمح بذلك أمريكا التي تدعي أنها مهد الحرية؟ فإن جون شتاينبك - الكاتب الذي كتب العديد من الروايات المعروفة ومنها عناقيد الغضب - تعرض لأشد ألوان الضغوط. وإنّ أيّ أحد يطلق في أمريكا كلمة يُشَمّ منها رائحة الاشتراكية - لا الاشتراكية نفسها، بل رائحة ضعيفة من الاشتراكية -، يحاصر بمختلف حالات الحصار، من التصفية الجسدية إلى اغتيال الشخصية وأمثال ذلك.. هذه هي حقيقتهم، فإنهم لا يسمحون لأحد أن يتحدى نظامهم. وإذا بنا بذريعة الانتخابات، وبذرائع شتى، نتحدى النظام! فإن هذا الذي يفعل ذلك بذرائع مختلفة، شخص غير موثوق.

ولقد دوّنت بعض الشيء فيما يتعلّق بالعلوم الإنسانية، إلا أن الوقت قد انقضى، بل يبدو أننا تجاوزنا الوقت قليلاً. وخلاصة الأمر أن العلوم الإنسانية الغربية ناتجة عن الأنثروبولوجيا الغربية. ولا يعني هذا أننا ننفي كل معطيات العلوم الإنسانية.. كلا، بل لا بد لنا من استثمار كل ما يمكن استثماره منها، بيد أن الهيكلية والتركيبة العامة للعلوم الإنسانية النابعة من الغرب، تستند إلى الرؤية الغربية بشأن الإنسان وعلم الإنسان التي تنظر إليه بنظرة، ونحن ننظر إليه بنظرة أخرى، تختلف عن الرؤية المادية للغرب تجاهه. ولذا ينبغي لنا الاهتمام بالعلوم الإنسانية الإسلامية.

إلهنا! اجعل ما قلناه وما بذلناه من جهود وما فكرنا به وما سمعناه لوجهك وفي سبيلك، وتقبله منا بكرمك، وأغدق على قلوبنا من فيض شهر رمضان.

إلهنا! نقسم عليك بمحمد وآل محمد أن تهدي البلد والمجتمع والجامعة والأستاذ والطالب والعلم باتجاه الأهداف العليا.

والسلام علیکم ورحمة الله‌

 

 

الهوامش:

1- في بداية هذا اللقاء الذي أقيم في شهر رمضان المبارك، تحدّث أحد عشر أستاذاً مبينين وجهات نظرهم وآرائهم.

2- مؤسسة المعلومات العلمية (ISI) وهي مؤسسة تعمل في مجال التقييم العلمي ونشر العلوم وعرض الخدمات المرتبطة بمواقع معلومات فهارس الكتب ومقالات المجلات العلمية والبحثية في الجامعات.  

3- اسكوبوس (ٍScopus) من الواجهات الوثائقية وقامت بجمع ونشر الوثائق المتعلقة ببيانات كتب ما يقارب خمسة آلاف ناشر علمي من مختلف أرجاء العالم في 25 مليون وثيقة.

4- والستريت، إسم شارع في مدينة نيويورك ويضم أكبر مراكز البورصات الإقتصادية الأميركية ونموذج للأكثرية الثرية في أميركا والتي تشكل واحد بالمئة من السكان.

5- كلمة سماحته في مجموعة من رؤساء الجامعات ومراكز البحث والواحات العلمية والتكنولوجية (2015/11/13).

6- الدكتور محمد فرهادي (وزير العلوم والبحاث والتكنولوجيا) الذي حضر اللقاء.

7- المجلة الأسبوعية العلمية الشاملة  Science.

8- المجلة الأسبوعية العلمية الشاملة  Nature.

9- ديوان شمس للشاعر جلال الدين الرومي (المولوي).

10- من كلمة سماحته خلال لقائه حشداً من التلاميذ والجامعيين في أرجاء البلاد ( 1993/11/4).

11- من كلمة سماحته خلال لقائه جمعا من النخب العلمية في البلاد (2011/10/5).

12- الدكتور مسعود درخشان من جامعة العلامة الطباطبائي.

13- الدكتورة سوسن قهرماني من جامعة الزهراء (س).