موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه عوائل شهداء فاجعة منى وحادثة المسجد الحرام

 

بسم الله الرحمن الرحیم (1)

الحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّدنا محمد وآله الطاهرین.

أولاً، قدمتم خير مقدم أيتها العوائل العزيزة لشهدائنا المظلومين في منى والمسجد الحرام في العام الماضي.

لقد كان لنا في كل عام قبل موسم الحج لقاءٌ عامٌّ شبيهٌ بهذا اللقاء مع القائمين على شؤون الحج، وعدد من المدراء، وجمع من الحجاج الكرام، وكانت تلك الجلسات موسومة بالفرح والبهجة والحلاوة. فإن طائفة من أبناء شعبنا المؤمنين المخلصين شيباً وشبّاناً، ومن جميع أرجاء البلاد، كانوا يقصدون حجّ [بيت الله الحرام] ، وهذا ما كان يؤدي إلى أن يشعر المرء بالفخر والاعتزاز، وبالبهجة والسرور، لأنهم سيجتمعون مع المسلمين من سائر البلاد ويؤدون فريضة الحج، ولكنّ المؤسف أنّ جلستنا هذه لا تتسم بالبهجة في هذا العام، وإنما هي جلسة عزاء ومصيبة تذكّرنا بواقعة أليمة حدثت في العام الماضي في منى. فإن وفاة أعزائنا واستشهادهم في منى قضية تقع على جانب كبير من الأهمية.

وإنّ قولنا بضرورة عدم نسيان هذه الحادثة، لم يكن لمجرّد فقدان الأعزة، بل لأن الحادثة تتسم بالأهمية، وتنطوي على أبعاد مختلفة، وتنير الأفكار سياسياً واجتماعياً وأخلاقياً ودينياً. علماً بأن هذه الحادثة بالنسبة لنا نحن الشعب الإيراني، ولعوائل هؤلاء الشهداء في سائر البلدان بالتأكيد، حادثة محزنة، وهو أمرٌ طبيعي وقهريّ. فإن قلوبنا مترعة بالحزن والألم، ومضيّ الزمان لم يرفع عن صدورنا وقلوبنا أهمية هذه الحادثة وأساها. ولقد فُجعنا بهذه الحادثة، حيث فارق أحباؤنا الدنيا في منى والمسجد الحرام كذلك وهم في حال العبادة، وقضوا نحبهم بشفاه ضامئة، وتحمّلوا الساعات الأخيرة من أعمارهم تحت لهيب الشمس الحارقة، وهذه كلها آلام، وأحداث زرعت الحزن والألم في قلوبنا، وتسببت في أن يتعذّر علينا نسيانها، بيد أن أبعاد القضية أوسع من ذلك.

ثمة نظرة وهي نظرتكم أنتم عوائل الشهداء وذووهم. وأقولها لكم بأن فقدان أحبتكم، سواء الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم في هذه الحادثة، أو الذين فقدوا أبناءهم، أو الذين فقدوا أزواجهم، أو الذين فقدوا إخوتهم وأخواتهم، يعتبر لكم بالتأكيد حادثة عظيمة وعصيبة جداً. وحين أُراجع نفسي، أُدرك عظمة ألمكم هذا وثقله، وأعرف  [أن هذه الحادثة] کم هي ثقيلة على القلوب، فقد أرسلت العوائل حجّاجها إلى مكة بكل أمل وبهجة وسرور على ما نالوه من توفيق، وهم يترقّبون عودتهم المترافقة مع الفرح والسرور، وإذا بهم يُخبرون بعد ذلك أن جنائزهم هي التي سوف تعود، وهذا أمرٌ في منتهى الصعوبة. فهو صعبٌ بالنسبة لكم، ولكل أبناء الشعب - وأقصد بهم أولئك الذين يدركون هذه الحادثة ويتلمسونها حقاً - ولكنّ الذي بمقدوره أن يكون سلوة لقلوبكم، هو أنّ أعزاءكم هؤلاء، على الرغم من فقدانهم وهو عسيرٌ عليكم، إلا أنهم غارقون في النعيم الإلهي إن شاء الله، وقد ماتوا موتاً حسناً.

إن طريقة موت الإنسان ورحيله، هي التي تحدّد مصيره. فإننا جميعاً راحلون، ولا فرق في ذلك بين الشيخ والشاب، وبين الرجل والمرأة، فالكل راحل، سوى أن بعض حالات الرحيل إذا ما نظر المرء إليها بعين الحقيقة، لوجد أنها تبعث على سروره وابتهاجه، كما هو حال شهدائنا كافة. ولقد فارق أعزاؤكم هؤلاء الدنيا وهم في حال العبادة والذكر، وقضوا نحبهم وهم في لباس الإحرام، ووافاهم الأجل وقلوبهم متوجهة إلى الله سبحانه وتعالى وهم في حال أداء الواجب، وهذه كلها أسباب ووسائل لاستنزال غفران الله ورحمته وعلوّ الدرجات عند الله. هذا بالإضافة إلى ما تحمّلوه من مشقة وعناء، ولعلّ البعض منهم بقي على قيد الحياة لساعات، وهو يتحمّل الضغوط، تحت أشعة الشمس، أو في تلك الحاويات الحارة والحارقة، وبشفاه ذابلة من العطش، وهذه كلها أمورٌ تستجلب الرحمة الإلهية. أجل.. إنكم مفجوعون ومُصابون، وقد فقدتم أولادكم وأزواجكم وآباءكم وأمهاتكم وإخوتكم وأخواتكم، وهذا أمرٌ عسير ولكن تذكّروا ما هي أوضاعهم حالياً. فإننا نحن الـمُبتَلَون هنا، ونحن الذين نسير ونشقّ طريقنا بكل مشقة في خضمّ هذه الابتلاءات الدنيوية، وفي غضون هذه الدنيا الملوثّة بصنوف العناصر والعوامل الـمُضِلّة والـمُفسِدة والـمُذِلّة للإنسان. فنحن من هو المبتلى في هذه الدار، ويجب علينا أن نذرف الدموع وأن نأسى على حالنا أكثر من أن نفعل ذلك على أولئك الذين نزلوا في رحمة الله وفي أحضان نعيمه ولطفه إن شاء الله، وهذا مدعاة لسلوتكم. نعم، فقد رحل عنكم شابّكم أو والدكم أو والدتكم أو زوجكم العزيز، وهو صعبٌ ولكنه في جوار النعيم الإلهي. ونحن أيضاً سوف نرحل، ونسأل الله أن يرحمنا مع كل هذه البلايا والمشاكل. فقد أنجاهم الله تعالى من عالم الأدران في أفضل مكان وبأحسن وضع وفي حال العبادة. فالبعض يموت وهو يقترف الذنوب، والبعض يموت وهو يمارس حياته اليومية العادية، والبعض يموت وهو كافرٌ بالنعمة، والحق أنّ حالات الموت هذه تعتبر لأصحابها مصيبة وعزاء، بيد أنّ البعض الآخر يموت وهو في حال ذكر الله والتوجه إليه، وهذا لذوي المتوفى والفقيد، مدعاة للتسلّي والراحة.. هذا بعدٌ من أبعاد المسالة.

والبعد الآخر يعود إلى الأمة الإسلامية. فلقد فُجعت الأمة الإسلامية بأبعادها الوسيعة في هذه الحادثة. وذلك أن مجموع شهدائنا من الذين استشهدوا في منى وفي المسجد الحرام يبلغ عددهم 470 أو 480 شهيداً، بيد أنّ مجموع شهداء البلدان المختلفة بحسب الإحصائيات يبلغ نحو سبعة آلاف شهيد! وهذا عددٌ كبيرٌ جداً. ولكن لماذا لم تحرّك البلدان الأخرى من الحكومات والعوائل والشعوب ساكناً حيال هذه الواقعة؟ ما هذه البلية الكبرى التي ألـمّت بالأمة الإسلامية؟ إنها مصيبة عظمى. فإن للحكومات مجاملاتها السياسية، ورجال الحكومة في شتى البلدان أحياناً ما يقعون في أسر المال والسلطة والعلاقات السياسية ونحو ذلك، ولكن لماذا سكت مفكّروهم؟ ولماذا لم يتحدث علماؤهم؟ ولماذا لم يتكلم الناشطون السياسيون؟ ولماذا لم يكتب مثقّفوهم المقالات ولم يعترضوا ولم ينبسوا ببنت شفة؟ علماً بأن شهداء البلدان الأخرى لم يبلغوا تعداد شهدائنا، ولكن وصل عدد الشهداء في بعض البلدان إلى مئة ومئتي شهيدٍ كما في مصر ومالي ونيجيريا وغيرها. وبالطبع فإنّ رؤساء البلدان ينظرون إلى المعادلات السياسية ومعادلات السلطة، ولذا لا يعترضون، ولا يوجد توقّعٌ كبيرٌ منهم، ولا يستطيع المرء أن تكون له توقعاته العليا منهم، مع هذه الأوضاع التي تعاني منها الحكومات وللأسف، إلا أن الوجوه البارزة في المجتمع لماذا لم تتحدث ولماذا التزمت الصمت؟ هذه بليّة ومصيبة حلّت بالعالم الإسلامي، وهي أن يفقد حساسيته تجاه حادثة بهذه العظمة في جوار بيت الله، حيث تواجه جماعة وبكل صلافة ووقاحة، حادثة ثقيلة مخزية، دون أن تقدّم حتى اعتذاراً للعالم الإسلامي.

إنّ الحكّام السعوديين لم يقدموا اعتذاراً شفوياً للعالم الإسلامي! فكم هؤلاء يتسمون بالوقاحة والصلافة! ألا يعدّ تقصيرهم وسوء تدبيرهم وفشلهم في الإدارة - والبعض قال بأنهم فعلوا ذلك عن عمد، ولكن حتى وإن لم نقل به - فإن نفس هذا الفشل في الإدارة وسوء التدبير ألا يعدّ جريمة لمجموعة حكومية وسياسية؟ كيف عجزتم عن إدارة هذا الحدث؟ كيف لم تتمكنوا من إحلال الأمن لهؤلاء الذين هم ضيوف الرحمن، والذين يدرّون عليكم بهذا الكمّ الهائل من الأرباح والعائدات، والذين تقلّدتم بواسطتهم المناصب؟ ما هو الشيء الذي يضمن عدم تكرار أحداث مشابهة في الأوقات المماثلة؟ هذا سؤال كبير. يجب على العالم الإسلامي أن يأخذ بتلابيبهم وأن يستجوبهم، فلِمَ لم يعمدوا إلى استجوابهم؟ هذه هي المصائب الحالّة بالعالم الإسلامي.

وأما أن تقف الجمهورية الإسلامية لوحدها أمام كل هذه الجهالة، وكل هذه الضلالة، وكل هذه النزعة المادية، وكل هذا التساهل، وأحياناً انعدام الغيرة والحمية الصادر من الآخرين، وتعبّر عن مواقفها القرآنية والإسلامية والحقة جهاراً وصراحة، فإنه يمثّل نفس ذلك المعلم الذي يجب عليكم أنتم الشعب الإيراني أن تفتخروا به وتفتخرون به. فإنكم أنتم من أوجدتم هذه القوة والشجاعة التي منحتكم القدرة على إعلان كلمة الحق وبيان الحقائق أمام عالمٍ مُظلمٍ جاهل. والحقيقة أن أولئك الذين أبدوا هذا الفشل في الإدارة، وفرضوا حالة انعدام الأمن هذه على حجاج العالم الإسلامي - الذين يجتمعون هناك في العام مرة -، غير مؤهلين حقاً لإدارة الحرمين الشريفين، وغير لائقين لخدمة الحرمين الشريفين.. هذه هي الحقيقة. ولابد لهذا الأمر أن يلقى صداه في العالم الإسلامي، ولهذه الفكرة أن يتم ترويجها. وهذا بدوره بعدٌ من أبعاد القضية.

والبُعد الآخر هو النظر إلى العالم المتشدّق بحقوق الإنسان. فإن يُقتل شخصٌ بتهمةٍ في بلدٍ، أو يُعدم، أو يُزجّ في السجن، سترون أنه كيف تتعالى صيحات المطالبة بحقوق الإنسان - وهذا بالطبع في البلدان التي يوجد فيها دافعٌ لمعارضتها ومحاربتها - وكيف يثيرون الضجيج والصخب، وأما هنا فيقضي بضعة آلاف امرئٍ نحبهم جرّاء عدم أهلية حكومة وسوء تدبيرها وأدائها، وإذا بمنظّمات حقوق الإنسان والدول المنادية بها، يسكتون سكوت الموتى ويلتزمون الصمت ولا ينطقون بكلمة! وهذه بدورها نقطة هامة. فليشهد أولئك الذين يشخصون بأبصارهم صوب الأجهزة والمنظّمات الدولية ويعلّقون آمالهم عليها هذه الحقيقة، وليدركوا هذا الواقع، ولينظروا كم تنطوي عليه هوية هذه المنظمات والمؤسسات من كذب ومجانبة للحقيقة، ولقد اختاروا هنا الصمت ولم يتفوّهوا بحرف! وهم الذين تحظى حقوق الحيوان عندهم أحياناً بدرجة من الأهمية ما يجعلهم يثيرون جلبة لأجلها، ولكن بضعة آلاف من الناس يموتون في حادثة واحدة، وهي ليست حادثة وقعت بالصدفة، وليست حادثة سقوط طائرة، وإنما هي حادثة كان من واجب المسؤولين إدارتها واحتواؤها بشكل صحيح، فهم كما يقال أصحاب الدار والقائمون على الأمورر هناك، وكان من واجبهم حفظ أمن الحجاج، وإذا بأعداد غفيرة من الناس تتشحط بدمائها، دون أن يحرّكوا أي ساكن، وقد لاذوا بصمتٍ مطبق!

إن من المهام الواجبة التي تقع على عاتق المسؤولين في الأمة الإسلامية والمنادين بحقوق الإنسان، هي تشكيل لجنة تقصّي الحقائق في هذه القضية، من أجل أن تقوم بتبيان الحقائق، على الرغم من أنه قد انقضى عامٌ عليها، ولكن أُجريت لقاءات، والتُقطت صور، واجتمعت وثائق يمكنها أن تكشف عن مقدار كبير من الحقيقة. فلتذهب لجنةٌ لتقصي الحقائق بغية الكشف عن واقع الأمر، ويتبيّن أنّ آل سعود هل كانوا مقصرين في هذه الحادثة أم لا؟ فإنهم يدّعون عدم تقصيرهم، ولكن يجب أن تتضح الأمور، وتتجلى الحقيقة بأنهم هل كانوا مقصرين أم لا؟ فإنّ هذه السلالة والشجرة الخبيثة الملعونة تكمّ الأفواه بالأموال، ولا تسمح لأحد من عبيد الدراهم وعبّاد الدنيا أن يتفوّه بكلمة ضدّهم والاعتراض عليهم. فلابد من وجود لجنة لتقصّي الحقائق، وعليهم أن يذهبوا ويدرسوا القضية عن كثب مهما طال الأمر. وهذه هي من جملة المهام التي يجب على مسؤولينا المحترمين أيضاً أخذها بنظر الاعتبار ومتابعتها والاهتمام بها. وهذه أيضاً تشكّل بعداً من أبعاد القضية.

والبعد الآخر هو أن نعلم بأنّ القوى الداعمة لآل سعود تشاركهم الجريمة في هذه الحادثة وأمثالها. والأمريكيون وإن لم يتواجدوا في قضية منى، إلا أنّ أيديهم قد تلوثت بدماء شهدائنا فيها. فإن هؤلاء الحكام الذين يسيؤون الأداء، إنما يتمكنون من الوقوف في وجه العالم الإسلامي بكل هذه الصلافة، ويرتكبون هذه الجريمة الكبرى بإسناد ومواكبة من أمريكا دون أن يصدر منهم أيّ اعتذار. فإن هذا ما يجري بدعمٍ منهم، ولذا فهم يشاركونهم في ذلك. كما أن الأمريكيين في قضية اليمن، وفي سائر قضايا العالم الإسلامي بما فيها سوريا والعراق والبحرين، إذا ما يلحق بالمسلمين ضرراً، فإنهم يشتركون في الجريمة. لأن الدعم الأمريكي هو الذي يؤدي إلى أن يقوم هؤلاء الوقحاء الصلفاء بمثل هذه الجرائم والخيانات، وأن يطعنوا قلب الأمة الإسلامية من الخلف.

والنقطة المهمة الأخرى هي أن الأجهزة الإعلامية، وفي الحقيقة أجهزة التجسس الغربية وأمثالها، تسعى جاهدة لأن تضفي على هذه القضية صبغة الصراع بين [المجتمعات] الإسلامية، وبين الشيعة والسنة، وبين العرب وغير العرب، وهذا كذب محض، فإنه ليس من صنوف الصراع بين الشيعة والسنة، لأن غالبية الذين استشهدوا في حادثة منى، كانوا من أبناء السنة، كما أن عدداً كبيراً من [حجاج] بلدنا كانوا من العوائل السنية. وليس كذلك من أنواع الصراع بين العرب والعجم، ولكم أن تنظروا إلى جرائمهم في اليمن، فإن اليمن عربية، وسوريا عربية، والعراق عربي، وأياديهم المتمثلة بهذه الجماعات الإرهابية الجزارة القاسية التي ترتكب كل هذه الجرائم في العالم الإسلامي بأموالهم وأسلتحهم، هؤلاء كلهم من العرب، فالقضية ليست قضية عرب وعجم. وإنّ هذا هو الإعلام الغربي الخبيث الرامي إلى تصنيف هذا في صنف الصراع بين الشيعة والسنة أو الصراع بين العرب والعجم.. هذه هي من الممارسات الإعلامية الخبيثة المجانبة للحقيقة بالكامل. والقضية أنهم جماعة في قلب [العالم] الإسلامي، يكنّون العِداء عملياً للأمة الإسلامية، منهم عن علمٍ ومنهم عن جهل. فيجب على العالم الإسلاميّ أن يقف في وجههم، وأن يتبرّأ من أسيادهم أمريكا وبريطانيا الخبيثة والقوى الغربية المجانبة للإيمان والأخلاق، وأن يعلم ماذا يفعلون.

لقد رفع الشعب الإيراني راية الاستقلال، وأظهر عزة الإسلام. وأضحت شعاراتكم أنتم الناس، ومنزلتكم، والمكانة التي تبوّأتموها، والإنجازات التي تم تحقيقها في البلاد، وكل هذا التقدم، وهذه الحركات الجماهيرية الهائلة، وهذا الاستقلال الواقف أمام أمواج الفتنة والفساد الرائجَين في العالم الغربي، أضحت مدعاة لفخر الإسلام وعزته. وهذه هي العزة التي أوجدها الشعب الإيراني، وسيواصل طريقه بإذن الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على أبناء الشعب الإيراني العزيز بمزيد من الرفعة والعزة يوماً بعد يوم، وأن يزيد من قوة الأمة الإسلامية واقتدارها، وأن يزيل هذه الآفات العالقة على العالم الإسلامي.

إنّ هناك واجبات ملقاة على عاتق مسؤولي بلادنا المحترمين تجاه هذه الحادثة العظيمة، يجب عليهم متابعتها، بما فيهم مؤسسة الشهيد، وبعثة ومنظمة الحج، فإنهم وكما تابعوا الكثير من المهام حتى الآن، يجب عليهم متابعة هذه القضية أيضاً بكل جدّ، وكذلك المسؤولين في الحكومة وفي وزارة الخارجية وغيرهم، وكلٌّ منهم له وظائفه، فالقضية هذه قضية هامة كبيرة، ولا تختص بفئة وجماعة، وإنما ترتبط بالشعب الإيراني، وفي نظرة أوسع بالأمة الإسلامية. وهناك واجبات في أعناق الجميع، سائلين الله أن يمنّ علينا جميعاً بالتوفيق لأدائها.

والسلام علیکم ورحمة الله

 

الهوامش:

1- في بداية هذا اللقاء الذي تم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد المئات من الحجاج في فاجعة منى وحادثة سقوط الرافعات في المسجد الحرام، تحدث حجة الاسلام والمسلمين قاضي عسكر، ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة وكذلك حجة الاسلام والمسلمين شهيدي محلاتي، ممثل الولي الفقيه ورئيس مؤسسة الشهيد وشؤون المضحين.