موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله جمعاً من أهالي الشعر والثقافة والأدب عشية ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)



بسم الله الرحمن الرحیم(1)


جلستنا في هذه الليلة كانت مطلوبة وعذبة للغاية وكثيرة النفع والفائدة إن شاء الله، وذلك أولاً للأشعار الجيدة التي سمعناها والتي بثّت الأمل في نفوسنا تجاه المسيرة التقدمية للشعر الفارسي في بلدنا، وثانياً لحضور الشعراء من شتى أنحاء البلد وإنشادهم الشعر على تنوّعهم واختلاف أذواقهم وتوجّهاتهم ومناهلهم، وكلّ ما تم إنشاده كان جيداً على وجه التقريب، وهذه بأسرها من مواطن الابتهاج والأمل.

يمثّل الشعر ثروة وطنية بكل صنوفه - بما فيه الغزل والقصيدة والرباعيات والمقطوعة والأرجوزة، أو أنماط الأشعار القديمة بل وحتى الشعر الحر المنبثق من (الشاعر الإيراني) نيما يوشيج - هذه كلها ثروة وطنية. والذي يتسم بالأهمية أنه في أيّ طريق لابد وأن يتم إنفاق هذه الثروة. ثمة محاولات كانت ولازالت قائمة في بلدنا تسعى لأن تصبّ هذه الثروة في خدمة مفاهيم وعناوين بعيدة عما جاءت به الثورة وعرضته وكرّسته.. هذه محاولات موجودة، وقد بدأت بالطبع منذ انتصار الثورة. والسبب في ذلك يعود إلى أنه كان لنا قبل الثورة شعراء كبار بارعون، ينظمون الشعر على اختلاف أنماطه وكيفياته ودرجاته، ولكن لم يكن في غضون أشعارهم ما كان ينفع الشعب إلا قليلاً، سواء في الشعر القديم - والكلاسيكي على حدّ تعبير السادة - أو الشعر الحديث.

نحن قد عاشرنا البيئة الأدبية في ذلك اليوم، وكنا نرى من كان ينظم الأشعار والأشعار الحديثة، وكان ينادي بالحداثوية والتجديد، ولكنهم في الحقيقة لم يقدّموا أي خدمة في سبيل تقدم البلد وتجدده بشكل حقيقي صحيح. فإن الكثير من أولئك الذين كانوا ينظمون الأشعار الحديثة ويفتخرون بها ويتفاخرون بأنهم يسيرون في خدمة المفاهيم الحديثة، إنما كانوا خدماً في أجهزة البلاط والتابعين له ومن لفّ لفّهم، ولا يمكن القول بأنهم كانوا يتعاونون معهم، بل كانوا خدّامهم بكل ما في الكلمة من معنى. حيث كنّا نعرف البعض منهم عن كثب، ونعرف البعض الآخر ونقرأ نتاجاتهم عن بُعد. فالشعر لم يكن سائراً في خدمة مفاهيم الثورة والمفاهيم التوعوية في البلد؛ لا أنه لم يكن بالمرة، ولكن كان قليلاً جداً حيال ما كان من المفترض أن يكون، وما كان أيضاً لم يكن بالمستوى الذي تستفيد منه عامة الناس والطبقة التي كانت بحاجة إلى التوجيه والإرشاد.

فانظروا إلى الشعراء المتجددين من الطراز الأول في ذلك اليوم، لتجدوا أن أخوان الثالث (2) كانت أشعاره تصبّ في خدمة هذه المفاهيم أكثر من غيره، بيد أن الكثير لم يكن يفهم أشعاره بشكل صحيح، لأنه كان يتحدث بلغة الرموز والألغاز، إلا البعض ممن كان ضليعاً في هذا المضمار وكان يجيد هذه اللغة. والطائفة الأخرى من الشعراء لم تكن أساساً تسير في هذه الميادين، وكانت أشعارهم تصب في خدمة مفاهيم أخرى، والكلام ذاته يجري بالنسبة إلى الشعراء الكلاسيكيين. علماً بأنّ هناك في أطراف البلد من الشعراء من كان ينظم في المسائل الدينية أو القضايا الثورية، ولكنهم في غاية القلة. وبالتالي لم يكن الشعر سائراً في خدمة المفاهيم التقدمية والتوعوية للبلد.

ثم انفرط عقد ذلك المسار بعد الثورة، وبزغ شباب وأناس من أصحاب الهمم، تبوّأوا بعد ذلك ولله الحمد مكانة شعرية أسمى - من أمثال المرحوم حسيني والمرحوم قيصر أمين بور والسيد علي معلم الذي لم يحضر في هذه الجلسة (3) وغيرهم، فهؤلاء هم الشباب الذين كانوا قد ظهروا في بداية الثورة - وقدّموا خدمات حقيقية، حيث أدخلوا الثورة في مقولة أخرى. فقد خدم هؤلاء حقاً، وكان عددهم محدوداً ولكن أخذت دائرتهم تتوسع يوماً بعد آخر. علماً بأني أحياناً ما أرى أشعاراً أخرى تسير في خدمة مفاهيم أخرى، سواء ممن يحمل عناداً تجاه المفاهيم الإسلامية والثورية أو لا، بيد أن الغلبة اليوم على الصعيد العام للبلد، هي للأشعار التي تُنظم في شأن الثورة، سواء في المفاهيم الدينية أو المضامين الثورية أو المسائل المتعلقة

بالدفاع المقدس أو غيرها من صنوف الأشعار الأخرى. ولحسن الحظ فإن الثروة في الوقت الراهن تصبّ في هذا الاتجاه.
إلى ما قبل عدة أعوام كانت المضامين الشعرية، ولكن كان المستوى متدنّياً، ولحسن الحظ فقد أخذ الشعر ينمو ويتكامل نوعياً، وهذا ما يشهده المرء من الأشعار التي يقرأونها. ففي أوائل هذه الجلسة التي تنعقد في النصف من شهر رمضان - منذ سنوات، ولربما يصل تأريخها إلى ثلاثين عاماً أو أقل أو أكثر - أحياناً ما كان يزعجني الشعر الذي كنت أستمع إليه، لأنه لم يكن بالمستوى المناسب والمطلوب. واليوم على خلاف ذلك، إذ يشعر المرء بالفخر والاعتزاز حقاً بكل واحد من هؤلاء الأحباء الذين قرأوا أشعارهم، ويعرف أن هذه المسيرة تمضي قُدماً والحمد لله. فإنّ الشعر - هذه المادة الحركية النامية المتقدمة - آخذ بالنموّ والتكامل.. هكذا هو الشعر وهكذا هو الفنّ.

وهذا هو حال الكثير من الحقائق في داخل البلد بمرور الزمن إذا ما تم الاهتمام بها؛ حالها حال الشجرة التي تزداد نمواً يوم بعد يوم، شريطة أن تخضع للعناية والرعاية والمراقبة والسقي والتشذيب وما إلى ذلك، لتنمو يوماً بعد آخر ويزداد نفعها وثمرها. وهذه لحسن الحظ هي حالة الشعر السائدة في البلد. ومن هنا فثمة خصوصيتان: الأولى هي أن الشعر - هذه الثروة الإنسانية العظيمة - يصب في خدمة الأهداف الحسنة نسبةً إلى الأمور الأخرى، والثانية أن نفس هذا الشعر السائر في خدمة هذه المفاهيم، يتمتع بمستوىً رفيع جيّد وهو في نموّ وتقدّم متزايد.. هاتان نقطتان موجودتان.

ولكن أودّ القول في هذا الشأن بأنّ التوقف والشعور ببلوغ المنزل المنشود سمّ مهلك. فإنّ أيّاً منكم أيها السادة، من الذين أجادوا في أشعارهم التي تبعث على الالتذاذ، لو شعروا بالوصول إلى المحطة الأخيرة التي ليس بعدها شيء، فإن مصيرهم لا محالة هو التوقف والسقوط والتنازل. إضافة إلى أن الشعور هذا خطأ أيضاً، فلو قمنا - على سبيل الفرض - بغربلة الشعراء الحاضرين، وظهر بينهم من هو في الدرجة الأولى، فإن هذا الذي حاز قصب السبق بين المجموعة الحاضرة، لا يعتبر في عالم الشعر أيضاً حائراً على الرتبة الأولى، أي إن المسافة فيما بينه وبين (الشعراء الكبار من أمثال) سعدي وحافظ وفردوسي وجامي وأمثالهم مسافة ملحوظة، ولابد من الوصول إلى مستواهم، بل ويمكن التفوّق عليهم أيضاً. فليس الأمر بأن يقال إن حافظ قد بلغ غاية الشعر ونهايته.. كلا، بل يمكن الوصول إلى ما فوق ذلك، سواء في استخدام التعابير وسعة المفردات المناسبة في الشعر، أو في اختيار المضامين كالتي نشهدها مثلاً في أشعار صائب وكليم وحزين، وأكثر منها في أشعار بيدل. وبالتالي فلابد من بذل مساعٍ حثيثة في هذا المضمار، وهو أمر ممكن، فإن قدرة هذه الشجرة واستعدادها وقابليتها على التنامي يفوق ما هي الآن عليه بكثير.

ومن هنا فإن الذي أروم قوله هو أن السادة الذين بلغوا والحمد لله مرتبة تثير أشعارهم إعجاب المرء، لا يتصوّرون «بأننا وصلنا إلى الهدف وانتهى الأمر والحمد لله».. كلا، بل يجب عليهم مواصلة جهودهم وأعمالهم ومسيرتهم التقدمية. ففي عالم الشعر وفي الفترة التي سبقت الفترة الراهنة، نعرف أشخاصاً يفوق مستواهم الشعراء الجيدين في الحال الحاضر بالكامل من حيث المضامين الشعرية بشكل ملموس. فهناك من كان متفوقاً حقاً من حيث المستوى في الغزل على سبيل المثال. ولا شأن لنا بالمحتوى إذ قد يكون مرفوضاً عندنا، ولكنه متوفق من حيث القالب الغزلي. ونذكر على سبيل المثال أميري فيروزكوهي أو رهي معيري أو في الآونة الأخيرة المرحوم قهرمان أو قدسي وغيرهم، فقد كانت مستوياتهم الشعرية عالية ولا يمكن غض الطرف عنهم. وكذا الحال في الشعر الحديث، حيث كان قد برز أناسٌ وبرعوا حقاً في هذا الجانب من أمثال المرحوم أخوان الذي كنا نعرفه. على أي حال لابد من المضي قُدماً ولا يجوز التوقف والسكون.. هذه نقطة.

وعليكم بالتدقيق في الشعر ما استطعتم، سواء في تحديد مضمونه، أو في تهذيب ألفاظه، أو في سوقه صوب المفاهيم المطلوبة في الوقت الحاضر أكثر فأكثر، فابحثوا عن هذه المفاهيم. والحق يقال إننا نحن أبناء الشعب الإيراني نعاني من تكاسلٍ في تقرير حقائقنا وأحداثنا وشخصياتنا. وجدير بأن تخضع هذه المسألة للدراسة والبحث على يد علماء الاجتماع بأن التكاسل هذا هل يعتبر من خصائصنا الوطنية، أم أنه فُرض علينا طوال الزمان؟ فإن إمامنا الخميني الجليل على سبيل المثال شخصية من الطراز الأول، ولا يشك أحد - صديقاً كان أو عدواً - في عظمة هذه الشخصية، وحتى الذي لا يعترف به، يقّر بعظمته. فكم من كتابٍ ألّفناه في شأن هذه الشخصية العظيمة التي كانت بين ظهرانينا والتي مضى على رحيلها زهاء ثلاثين عاماً؟ فكّروا حقاً وانظروا كم من كتاب كتبناه حول الإمام! ولكم أن تقارنوا هذا بعدد الكتب التي أُلفّت مثلاً حول أبراهام لينكون في أمريكا. فقد قرأتُ في تقرير أنه لو وُضع كل ما تم تأليفه من كتاب حول هذا الشخص بعضه فوق بعض لتشكّل عمود يبلغ طوله عشرة أمتار. وقد كان لهذا الرجل عنوانه - رغم أني أعتقد بأن عنوانه هذا كان عنواناً كاذباً، وما يقال من أنه سبب في تحرير الأرقّاء ليس إلا قولاً فارغاً عارياً عن الصحة، ولكنه اشتهر بهذا على كل حال - في حين كُتبت أحياناً آلاف المجلدات حول سائر الرؤساء الأمريكيين العاديين من أمثال أيزنهاور وغيره! أفهل هذا مزاح؟ فانظروا كم من مجلّد كتبنا في حق الإمام الخميني؟ هذا هو حالنا ونحن متأخرون في هذا الجانب، وأقصد الإيرانيين بالطبع، وإلا ففي البلدان العربية أيضاً حينما يحدث حادث، تصدر فور ذلك الكتب والتحاليل والكتابات السياسية في مختلف الأبعاد والجوانب، وعلى يد التوجهات المختلفة من موافقين ومعارضين، ولكننا في هذه المجالات متأخرون. والحال ذاته يجري في الشعر أيضاً.

وأذكر من باب المثال قضايا الشام والمدافعين عن المقدسات، فإنها قضايا جديرة بأن تُنظم في حقها مئات الأشعار. أو قضايا العراق مثلاً وهي قضايا بالغة الأهمية، وقد يستطيع المرء بالطبع أن يعطي الحق للناس قليلاً في هذا الشأن، لأن أغلبية أبناء شعبنا يجهلون حقيقة ما جرى في العراق، وما أراد الأمريكيون النهوض به في هذا البلد، وكيف ارتطموا بالجدار، وها هي الأسباب التي آلت إلى ذلك. بيد أنها قضية مذهلة حقاً، وهي أن يتبدّل عراق صدام حسين إلى عراق الشهيد الحكيم! فانظروا كم هي المسافة بينهما؟ إنها مسافة لا يمكن تصوّرها ولكنها تحققت. فلابد من نظم مئات بل آلاف الأشعار، ونظم الملاحم في هذا المجال.

جاءني اليوم أحد السادة وسلّمني ملحمة كان قد نظمها، ولا أتذكر موضوعها، وكانت ملحمة شعرية من الرباعيات. فإن من الأمور التي تنقصنا هي نظم الملاحم. وذلك بأن تأخذوا موضوعاً بنظر الاعتبار وتنظموا ملحمة في شأنه، وهذا ما كان يقوم به شعراؤنا الماضون. فإن من الأعمال اللافتة للمرحوم أميري فيروزكوهي هي نظمه للملاحم. حيث كان له ثلاثة أنواع من الشعر بثلاثة أساليب: الغزل وكان يعتمد فيه الأسلوب الهندي بشكل جميل جزل زاخر بالمضامين، والقصيدة وكان يعتمد فيها أسلوب خاقاني - فمن ينظر إلى قصائده قد يلتبس عليه الأمر أحياناً ويظنها من نظم خاقاني، حيث كان ينظمها على غرار أسلوب خاقاني حقاً - والملحمة التي كانت خارجة عن نطاق كلا هذين الأسلوبين، وكان يعتمد فيها الأساليب الحديثة. فقد نظم على سبيل المثال ملحمة حول شجرة في سيمين دشت، وهي منطقة في الشمال كان له ملك فيها. فكانت هذه الأعمال متداولة في الماضي.

وكذلك المرحوم السيد إلهي قشمئي الذي نظم ملحمة النغمة الحسينية لولده السيد حسين المشهور في الوقت الحاضر. فقد حكى لي المرحوم السيد إلهي قمشئي شخصياً هذه القصة، وهي أن الطفل الرضيع هذا كان مريضاً وكانوا قد يئسوا من بقائه حياً. فنذر أنه لو بقي هذا الطفل على قيد الحياة سيبادر إلى نظم ملحمة حول الإمام الحسين (ع). يقول: بقيت أفكر، ورأيت أن طفلي يسير نحو الموت، ويقضي ساعاته الأخيرة، فقلت لأمه كي لا ترى رضيعها، وروحه تُنتزَع من جسده: اذهبي فوق السطح واكشفي عن رأسكِ والجأي إلى الدعاء. أردت بهذه الذريعة إبعادها عن طفلها لئلا ترى موته. ولكنني تذكّرتُ هذا النذر وهو أنه لو شفي الطفل سأنظم ملحمة في الحسين عليه السلام، ثم بدأت أفكر من أين أبدأ الملحمة وكيف أنظم وما إلى ذلك، وراحت الأفكار تراود ذهني رويداً رويداً حتى وصلت إلى عبد الله الرضيع وعطشه، وفجأة تذكرت أن هذا الطفل لم يشرب الماء ولا اللبن منذ ثلاثة أو أربعة أيام بأمر من الطبيب، حيث قال الطبيب بأن الماء واللبن يضرّان بالطفل ويتسببان في موته. فقلت في نفسي: إنه عطشان وهو سيموت بالتالي، دعني أسقيه لئلا يموت وهو ظمآن. يقول: نهضتُ وجئتُ بالماء ورحت أسكبه بملعقة صغيرة على شفتيه شيئاً فشيئاً، وبعد أن فعلتُ هذا مرتين أو ثلاث، رأيت عيناه قد تفتّحت، فسقيته مزيداً من الماء، حتى أخذ يبكي، فبادرت إلى السلّم وناديتُ والدته قائلاً: هلمّي.. هذا ابنكِ يريد لبنا. فتصوّرت الأم أن طفلها قد مات، وأنا بهذا الأسلوب أردت إخبارها بذلك، ولكنها عندما نزلت وجدت طفلها يبكي حقاً ويريد لبناً، فأرضعته، وشفي الطفل بالتالي! علماً بأنه كتب هذه القصة في مقدمة النغمة الحسينية، وما ذكره لي ورويته الآن يختلف عمّا في مقدمة الكتاب قليلاً. وصاحب القصة هذا هو حسين إلهي قمشئي الذي يقدّم البرامج. وبالتالي فإنه نظم ملحمة النغمة الحسينية، وهي من أفضل أشعار السيد إلهي قمشئي. ولكننا الآن نفتقد للملاحم الشعرية.

نبّه أحد الإخوة إلى أن من الأمور المفقودة لدينا على حد تعبيره هي جانر الهجاء، وقد شاعت هذه المفردات الأجنبية لدرجة وكأن المرء لا يفهم من دونها.. أسلوب الهجاء. فقد أمر النبي حسان بن ثابت بهجائهم، وأخذ يهجوهم. فاعتمدوا هذا الأسلوب أيضاً. حيث راح العدوّ يرقص بالسيف! ووقفت الجاهلية الحديثة إلى جانب الجاهلية القَبَلية! أفهل يوجد أفضل وأجمل من هذا المشهد؟ فاهجوهم في أشعاركم، وبالإمكان نظم ألف بيت مثلاً في هذا المجال.

علماً بأن الهجاء قضية والأدب الساخر قضية أخرى، ولحسن الحظ فإن الأدب الساخر موجود، وقد قرأ أحدة السادة هذه الليلة في هذا الشأن، كما أنّ السيد ناصر فيض حاضر ولكنه لم يقرأ، وغيرهم، فالأدب الساخر لا يشهد أوضاعاً سيئة والحمد لله، وقد حققنا بعض حالت التقدم شيئاً فشيئاً، بيد أن الهجاء مفقود، فلابد أن يُهجى أولئك الذين يقترفون بعض الأعمال أحياناً. كأن يقوموا بضمّ بلدٍ كالمملكة السعودية إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان! أفهل يوجد شيء أشد جاذبية من هذا؟! إنها قضية جديرة بالهجاء حقاً، ومن المؤسف أن يتجاهلها المرء ولا يهجوها (4).

وفقكم الله جميعاً، وقد حانت الساعة الثانية عشرة مساءاً.. في أمان الله.

 

الهوامش:

1 - في بداية هذا اللقاء قرأ عدد من الشعراء أشعارهم.

2 - مهدي أخوان ثالث شاعر إيراني معاصر.

3 - قال أحد الحضور هنا أنه لم يحضر بسبب المرض.

4 - ضحك سماحته والحضور.