موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
    • المقدمة
    • الحكومة في نهج البلاغة
    • نظرة إلى خصائص عصر حكومة علي (عليه السلام)
      • عصر حكومة علي (عليه السلام)
      • خاصية الزمان
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        خاصية الزمان

        أما عصر أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يكن فيه هذه الخصوصية، وكان ذلك أحد أكبر المشكلات والمعضلات لتلك الحكومة القصيرة، أي خلال أقل من خمس سنوات. ففي عصر أمير المؤمنين "عليه السلام" عندما كان الصفان أو الجيشان يلتقيان، كان كلاً منهما يؤدي الصلاة. وإذا حل شهر رمضان كان الكل يصوم. وكانت أصوات وأصداء تلاوة القرآن الكريم تسمع من المعسكرين. كان المسلمون في الجانبين عندما يتواجهون لا يشعرون بنفس الوضوح والصراحة وراحة البال التي وجدت وسادت في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله. لهذا، وفي معركة صفين كانت الأسئلة والشبهات والتردد والحيرة تبرز من حين إلى آخر.
        وكان أولئك الذين أسلموا قديماً، وعاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولادة الحكومة الإسلامية ــ كعمار بن ياسر ــ حلاّلاً للمشاكل والعقد. ولكن الكثير كان حائراً أو مشوشاً. ففي الحوادث التي جرت في عصر أمير المؤمنين "عليه السلام" لم يكن اختلاف وتباين الصفوف واضحاً. ولقد كان الاشتراك في الشعارات يملأ الأجواء إلى الدرجة التي جعلت أمير المؤمنين "عليه السلام" يكرر مراراً: "لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر والصبر".[1] فالمقاومة لا تكفي لوحدها بل يلزم الوعي والذكاء وحدة البصر. هذه هي خصوصية عصر أمير المؤمنين "عليه السلام"، وآلام هذا الأمير وأوجاعه (صلوات الله عليه).
        نحن نعيش اليوم في عالم كبير مليء بالشعارات الجميلة والبراقة التي تخلب الأبصار، تقريباً مثل ذلك العصر. ونواجه كذلك هذه الواقعية في عالمنا الإسلامي الذي تتفاوت فيه الرؤية الإسلامية والوعي الإسلامي كما يتفاوت الإيمان عن الكفر.
        اليوم، نجد أن أوضح وأجلى الحقائق الإسلامية يتمّ التغاضي عنها وإهمالها من قبل بعض مدّعي الإسلام في البلاد الإسلامية. اليوم هو نفس ذلك اليوم الذي كانت الشعارات فيه متشابهة ولكن التوجهات متغايرة بشكل تام. اليوم تتشابه الظروف مع ظروف حكومة عصر أمير المؤمنين "عليه السلام" . فالعصر إذاً ، عصر نهج البلاغة. واليوم يمكن أن نبصر الوقائع العالمية والظروف الاجتماعية من خلال النظر الدقيق والنافذ لأمير المؤمنين "عليه السلام" وندرك الكثير من الحقائق ونتعرف إلى علاج الآلام والمشاكل.
        هذا الذي يجعلنا محتاجين اليوم إلى "نهج البلاغة" أكثر من أي وقت آخر.
        كانت هذه إحدى الجهات التي تبين لنا ضرورة العودة إلى نهج البلاغة، وإلى هذه الباقة التي جرت على لسان أمير المؤمنين ومولى المتقين "عليه السلام" . واليوم إن كل ما يضاف من العمل عليه وحوله ــ من إعداد المقدمات التي تجعلنا أكثر قدرة على فهمه والاستفادة منه ــ هو أكثر ضرورة ولزوماً من أي وقت آخر.
        الحقيقة الأخرى التي تطرح نفسها وتجعلنا اليوم أكثر احتياجاً إلى نهج البلاغة وأشد رغبة به، هي أننا كنا طوال التاريخ، وللأسف نعاني من التحريف فيما يتعلق بالمعارف الإسلامية التي هي بين أيدينا بسبب اعوجاج الفهم والجهالة من جانب، وبسبب الأغراض السيئة للأعداء من جانب آخر.
        فطوال  تاريخ الإسلام، كان الجهل موجوداً، وكذلك الرؤى الضيّقة والأهواء التي كانت تؤدي إلى عدم التعرف الصحيح إلى الحقائق والمعارف الإسلامية، بالإضافة إلى الأغراض والمآرب والخيانات وتعمّد تحريف الإسلام منذ بداية عصر ظهور الإسلام من قبل المتجبرين والأشخاص الذين كانوا يرون في صفاء الإسلام ووضوحه خطراً على مصالحهم.
        وكنا طوال تلك الفترات محتاجين إلى الينابيع الخالصة والأفكار الإسلامية الصافية والنظام الفكري الذي يمكن الاعتماد عليه. ولحسن الحظ كان القرآن الكريم موجوداً دائماً في أيدي المسلمين، وإن لعبت بفهمه تلك الأيادي السوداء والأنظار المعوجة والمآرب السيئة، ولكن بحمد لله بقي متن القرآن سالماً وبعيداً عن أي تدخل وتصرف مغرض أو جاهل. ولكن هذا لا يعني عدم ضرورة الإبقاء على سلامة ومتانة الينابيع الأخرى الصافية للمعرفة عند المسلمين كما هو حال القرآن عندهم. فمع اتّساع نطاق الثقافة الإنسانية وتعمق المعرفة الحاكمة على الناس، فإن هذا العصر هو عصر يوجب على البعض أن يعملوا على جمع تلك المعارف التي يمكن أن تزيد من طمأنينة الإنسان وإيمانه والتي لم تتعرض للتحريف وبقيت خالصة وسالمة، وأن يضعوها بين أيدي أهل الاستنباط والاجتهاد والمفكرين والخبراء، خصوصاً بعد مرور زمان طويل يفصلنا عن صدر الإسلام.
        هذا العمل الذي كان ينبغي أن ينجز بالنسبة لما يتعلق بالأحاديث، قد قطعه نهج البلاغة. فهذا الكتاب قد قطع هذه المسافة الزمانية الطويلة التي فصلتنا عن صدر الإسلام في أقرب مدة وأسلم رؤية بالنسبة للمعارف الإسلامية.
        ولو قمنا بالتحقيق حول نهج البلاغة، وجمعنا ذلك المقدار من خطب أمير المؤمنين "عليه السلام" التي لم تذكر في نهج البلاغة، وعملنا على التحقيق في سندها والخصائص التي تجعلها معتبرة ومسلّمة وقطعية، وأوصلنا نهج البلاغة إلى مجموع الخطب الخمسمائة التي نُقلت عن أمير المؤمنين "عليه السلام"، نكون بذلك قد قدَّمنا خدمة كبرى للمعارف الإسلامية في القرن الهجري الخامس عشر، ونكون أيضاً قد قدمنا للمسلمين مع مرور هذه الفترة المديدة عن صدر الإسلام، نبعاً غنياً لا ينضب، وهو مورد قبول جميع المؤمنين بالإسلام. وهذه المجموعة المطلوبة ستمدنا بفهم صحيح للإسلام، وما أعلى ما سترتقيه افهامنا فيما يتعلق بالمعارف الإسلامية حينها. وهذا العمل ممكن، خصوصاً في ظل نظام الجمهورية الإسلامية التي قامت على أساس القرآن و"نهج البلاغة". إن هذا العمل ينبغي أن يحصل حتماً، وأملنا بمساعي الأخوة الأعزاء في مؤسسة "نهج البلاغة" وكل الذين يساعدونهم أن يعملوا على تحقيق هذه الخدمة الكبرى لعالم الإسلام.  


        [1] نهج البلاغة.

      • تصوير شخصية علي (عليه السلام) في نهج البلاغة
      • تبويب مطالب نهج البلاغة وشرح الأجزاء الأساسية
      • ترجمة نهج البلاغة إلى الفارسية
      • تبويب نهج البلاغة
      • التبويب بلحاظ اعتبار السند
      • ترجمة مفردات نهج البلاغة
      • ربط الأجزاء المتفرقة للخطبة الواحدة
    • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة في العالم الإسلامي
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /