موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
    • مقدمة
    • الفصل الأول
    • الفصل الثاني
    • الفصل الثالث
      • الشعر: الالتزام والتجدّد
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        الشعر: الالتزام والتجدّد

        الأدب الحيّ:
        إنني ـ باعتباري محباً للأدب والشعر ـ أشعر بالسرور لوجود مثل هذا الشعر الممتزج ـ ولله الحمد ـ بالمفاهيم الحية لمجتمعنا وخروجه من الجمود والتكرار، وبالطبع إن لكل أمر استثناء، وهذا أمر كان على الدوام وما زال، ولكن الحركة الشعرية كانت في السابق ـ وبصورة عامة ـ تكرار مكررات ولم يكن الشعر في خدمة الأهداف الإنسانية السامية والقضايا الأساسية لحياة المجتمع الإنساني(73).  
        في كل حقبة تشهد تحولاً داخل المجتمع يتبدل معها مساره... ويجري هذا الأمر على الشعر أيضاً فكان يتغيّر ولكن يعود فيما بعد إلى مساره العادي، فمثلاً تعرّض خلال الحركة الدستورية في بلدنا إلى هزة، وشهدت مضامينه حالة من التجديد، ولكنه عاد فيما بعد تدريجياً إلى نفس رتابته السابقة؛ .... وكل ما كان كان تكرارياً، فلا جديد فيه لأهل عصره، فلا من نداء فيه ولا خير ولا إحساس؛ حتى جاءت ثورتنا فأوجدت ـ ولله الحمد ـ تحولاً في الأدب والفن وخصوصاً الشعر(74).  

        خصوصيات شعر الشهادة:
        .... إن أحد أكثر الموضوعات حماسية وملحمية هو موضوع الشهادة والشهيد، فقارنوا هذه المجموعة من الأشعار التي أُنشدت في هذا الموضوع بالمراثي التاريخية المعروفة كمرثية الخاقاني لولده... بيني وبين الله أشهد بأن هذا الشعر الذي يُنشَد اليوم بشأن أحد الشهداء، وبالفهم الذي تتضمنه لمعنى الشهادة، وبمضامينها السامية، وبـإحساس الشاعر الوجداني فيه لحقيقة القتل في سبيل الله والتخضّب بالدماء دفاعاً عن القيم الإنسانية، هذا الشعر هو من نمط آخر لا يمكن مقارنته بمرثية ذلك الشاعر والحكيم الفلاني لابنه العزيز مهما كانت تلك المرثية متينة، وحتى لو كانت من الناحية الفنية أقوى من هذا الشعر؛ وهذا مسلك وظاهرة جديدة يجب متابعة تطويرها(75).  
        هذه موضوعات جديدة ومفعمة بالعاطفة تلك التي دخلت في الأدب في عصر ثورتنا، كقضية الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين ومجاهدة المستكبرين والظالمين، وظاهرة عمومية العشق للقائد وأحاسيس المودة الصادقة تجاه الإمام الخميني(76)....  
        يجب تطوير الشعر من أجل تبيان وتفهيم الحقيقة، لأن تفهيم الإنسان العادي يحتاج أولاً إلى جذب انتباهه وقلبه وعينه، وهذا الأمر ممكن فقط عندما تتوفر الجاذبية في العمل الفني والجمال والتمثيل الحسن والصور الجميلة في الشعر(77).  

        الروح الثورية والعمل الأدبي:
        هؤلاء الشباب الذين أنشدوا أشعارهم هنا، هم طاقات يمتلكون مواهب متفجرة، وأعجب لذلك فأين كانت كل هذه المواهب، ولماذا لم تظهر قبل الثورة في هذا البلد؟! كنا نعلم بما كان يجري في عالم الأدب والشعر في تلك الأيام فلم تكن توجد مثل هذه المواهب، والثورة هي التي هيأت القلوب لتفجّر ينابيع هذه المواهب، فما لم تتأجج النار في القلب فلن يصدر القول المؤثر، وعندما تفتّحت القلوب تفتّحت الألسن وأخرجت كنوز الفن من الأرواح وأُظهرت(78).  
        توجد ـ ولله الحمد ـ كل هذه المواهب الجيدة في مجتمعنا، وعلى أصحابها أن ينشطوا في عملهم؛ وهذه هي وصيتي للفنانين والأدباء والشعراء الشباب، فالموهبة وحدها لا تكفي بل يجب أن تقترن بالعمل(79).

        أسمى الصور المطلوبة للأديب:
        في السابق كانت الشجاعة تجذب الشاعر، فقيلت في وصف الشجعان كل تلك الأقوال، فهل تجدون في التاريخ نظائر لكل هذه الصور المعاصرة للشجاعة في ميادين المعارك؟ شجاعة الشبان والرجال والنساء والزوجات والأمهات..؟ فأين تجدون مثل شجاعة تلك العوائل حيث تقدّم الأم أربعة وخمسة شهداء بكل شجاعة وصبر... هذه الصور الجميلة الجاذبة في مختلف الأبعاد المعنوية كان ينشدها ويبحث عنها دائماً الشعراء وأرباب البيان والقلوب لينشدوا نتاجهم الفني على أعتاب جمالها المعنوي. إذاً، فعلى أصحاب المواهب الفنية القيام بذلك، اليوم(80).  
        لقد سعى مديرو السلطة الثقافية الغربية ـ وعبر جهود مكثفة ـ إلى تسخير الأدب الفارسي لخدمة أهداف منحرفة أو فارغة تافهة، وسعَوا ـ في ذروة تصاعد نشاط ما سمّيت بـ"الحركة التجديديـة" ـ إلى تلويث الشعر بالفساد والفجور والوضاعة، وليس قليلاً ـ من جهة الكمية ـ الشعر الذي جُنّد لإضلال أفكار الناس وحرف قلوبهم أو تمجيد الجبابرة خلال حاكمية تلك السلطة الثقافية.
        كان رسول الله الأمين (ص) يعتبر الشعراء المؤمنين الرساليين بأنهم أمراء مملكة البيان؛ وسنّة أولياء الله الحسنة هي أن يعرضوا على القلوب أسمى الحقائق في أحسن حلل البيان، فينزلوا صواعق كلماتهم الفاخرة المنتصرة كسيف ذي الفقار الغالب على جسد أشرار العصر(81).  
        الإسلام يكرم البيان، والإلهيين من أرباب البيان؛ والبيان الجميل هو علامة من علامات الله الجميل، الذي أجلس أحسن الحديث ـ وهو الكلام الإلهي ـ على أجنحة الفصاحة والبلاغة لطائر الخلود فنوّر بأنواره الساطعة كل حقب التاريخ(82).  
        لقد أصبحت عاشوراء ـ ببركة هذه الكلمات والخطب البليغة والحماسية في كربلاء ـ ثقافة كاملة وليست واقعة وحسب، ولوحة معبّرة كتبوا فيها شعر العشق السامي بمداد الدم وعرضوه على التاريخ(83).  
        إن الحرب هي بحد ذاتها شعر كُتِب على صحائف الدهر، وهي أبلغ من كل بيان، وسيقرأ أحرار العالم أبيات العشق والإيمان والتضحية على خنادق شبابنا الشجعان(84).  
        كيف يمكن أن يكون الإنسان شاعراً وفناناً وأديباً وهو لا يرى ولا يشعر ولا ينشد متحدثاً عن هذا الصراع الدموي بين الحق والباطل وبين النور والظلمة، والذي يتجلّى اليوم ـ أوضح من كل مكـان ـ في جبهات معركتنا الشجاعة ضد العدو المعتدي؟!(85).  
        رأيت على الصفحة الأولى لإحدى الصحف شعراً لأحد الأخوة الصالحين، الأخ نفسه إنسان صالح ولكن الشعر ليس صالحاً، ومع ذلك نشروه في الصفحة الأولى وبحروف بارزة، وهو يشتمل على أخطاء واضحة وقواعد بديهية وليس كتلك التي يوردها المختصون وحدهم، بل هو ضعيف جداً وساقط من جهة الموازين الأدبية، وفيه أخطاء من جهة الوزن والقافية والحشو القبيح الملحوظ، وكل شيء فيه قبيح، فإذا أخذ الصحيفة أحد أصحاب الذوق الأدبي والشعر ووقع بصره عليه لألقى الصحيفة جانباً حتى لو كان هدفه هو قراءة خبر فيها(86).


          (73) مقاطع من كلمة القائد في المؤتمر الشعري الذي أقامته مؤسسة الشهيد تحت عنوان "شعر الشاهد" في حسينية "الإرشاد" بطهران (3/2/1987م).
          (74) المصدر السابق.
          (75) المصدر السابق.
          (76) المصدر السابق.
          (77) المصدر السابق.
          (78) المصدر السابق.
          (79) المصدر السابق.
          (80) المصدر السابق.
          (81) مقاطع من رسالة القائد لمؤتمر "شعر الحرب" الذي أقيم في مدينة الأهواز الإيرانية (26/11/1986م).
          (82) المصدر السابق.
          (83) المصدر السابق.
          (84) المصدر السابق.
          (85) المصدر السابق.
          (86) من حديث القائد خلال لقاء أعضاء القسم الثقافي في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" (15/2/1982م).

      • الملحق الأول
      • الملحق الثاني
    • الفصل الرابع
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /