-
المقدمة
المقدمة
فضل الحج وأهمیته
الحج ـ شرعاً ـ مجموعة مناسک خاصة، وهو رکن من الأرکان التی بُنیَ علیها الاسلام، کما ورد عن الامام الباقر علیه السلام: «بُنی الاسلامُ علی خمس علی الصلاة والزکاة والصوم والحج والولایة».[1]
والحج بقسمیه الواجب والمستحب ذو فضل عظیم وأجرجزیل، ولقد ورد عن النبی وأهل بیته (صلوات الله علیهم اجمعین) فی فضله روایات کثیرة، فعن الامام الصادق علیه السلام: «الحاج والمعتمر وفد اللّه إن سألوه أعطاهم وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفّعهم وإن سکتوا اِبتدأهم ویعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم».[2]
الحج من أهم الفرائض الدینیة ومن أرکان الشریعة الإسلامیة وقد یعتبر الفریضة الوحیدة التی یتم فیها استعراض کل الجوانب المهمة للدین، الفردیة والإجتماعیة، الأرضیة والسماویة، التاریخیة والعالمیة . تجتمع فیه الروحانیة من دون عزلة أو خلوة أو إنزواء، والإجتماع البعید عن الصراع والکلام البذیء والأحقاد. فمن جهة للروح نصیب فیه من المناجاة والإبتهال وذکر الله ، ومن جهة أخری هناک اتحاد وأنس وإرتباط بالناس . ینظر الحاج بعین إلی إرتباطه القدیم بالتاریخ – بإبراهیم وإسماعیل وهاجر، برسول الله عند دخوله المسجد الحرام منتصراً مع جموع المؤمنین الأوائل وبعین إلی جموع المؤمنین فی عصره، الذین یمکن لکل واحد منهم أن یکون ید عون وإعتصام جماعی بحبل الله.
إن التأمل والتفکر فی ظاهرة الحج توصل الحاج إلی إعتقاد راسخ بأن الکثیر من القیم والطموحات الدینیة للبشر لن تتحقق إلا بتضافر وتآلف وتعاون جمیع المؤمنین، ومع ظهور هذا التآلف والتعاون فإن مؤامرات الخصوم وکید الأعداء لن تعیق هذا المسیر.
[1]. الکافی، ج2، ص18، ح1؛ وسائل الشیعة، ج1، ص7، باب1، ح1.
[2]. الکافی، ج4، ص255، ح14.
-
الفصل الأول : الكليات
-
وجوب الحج وحكم تركه
وجوب الحج وحکم ترکه
مسألة 1. الحج من ضروریات الدین ووجوبه ثابت بالادلة الوافرة من الکتاب والسنة.
مسألة 2. ترکه ـ ممن تحققت فیه الشروط الآتیة مع العلم بوجوبه ـ من الکبائر.
قال اللّه تعالی فی محکم کتابه: {وَلِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلاً وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ}.[1]
وعن الإمام الصادق علیه السلام: «مَن مات ولم یحجّ حجة الاسلام ولم یمنعه من ذلک حاجةٌ تجحف به أو مرضٌ لا یطیق فیه الحج أو سلطان یمنعه فلیمت یهودیاً أو نصرانیاً».[2]
[2] . تهذیب الاحکام، ج5،باب کیفیة لزوم فرض الحج من الزمان، ص17.
-
أقسام الحج والعمرة