موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة:

هدف العدو من وراء التغلغل، تفريغ النظام من عناصر قدرته الداخلية

وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم (الخميس:2016/05/26) رئيس واعضاء مجلس خبراء القيادة المنتخبون من قبل الشعب في الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وصف سماحته هذا المجلس بأنه ظاهرة عظيمة وبيّن "الهوية والمسار الثوري" لهذا المجلس وقال: ان الطريق الوحيد لديمومة وتقدم النظام وتحقيق أهداف الثورة هو "الاقتدار الحقيقي للبلاد" و"الجهاد الكبير" أي عدم التبعية للعدو.

وحمدَ الباري تعالى على الانتخابات الجيدة، ومشاركة الشعب الواسعة وتشكيل المجلس الرصين والمحترم لخبراء القيادة وأضاف: ان مجلس خبراء القيادة نعمة الهية، وبغض النظر عن مسؤولياته الذاتية الواردة في الدستور، فإنه يعتبر ظاهرة عظيمة ومؤثرة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم تبلور مجموعة "منتخبة وموضع ثقة الشعب" من العلماء وأصحاب الرأي الديني والعلمي، مسألة تحظى في ذاتها بأهمية فائقة وأضاف: ان هذه المجموعة البارزة والرفيعة تحظى بطاقة هائلة لتبادل الرأي والتنسيق والنشاط المؤثر.

واشار سماحته الى العلاقة بين العلماء والافاضل الأعضاء في مجلس خبراء القيادة مع مختلف شرائح الشعب في أنحاء البلاد وتأثيرهم في الرأي العام، واضاف: لا ينبغي أن تبقى هذه المجموعة دون أي تحرك لحين بلوغ الوقت الضروري لأداء الواجب المصرّّح به في الدستور.

 واعتبر سماحته "تبادل الرأي حول مختلف القضايا" و"التركيز على القضايا المطلوبة" و"الإعلان عن المواقف والمطالب" و"بلورة نوع من الحوار والمطالب العامة" من طاقات مجلس خبراء القيادة، واضاف: في حال تحقيق هذا الهدف ستتحرك السلطات الثلاث والمسؤولون بصورة طبيعية لتوفير هذه المطالب.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بأن مسار واهداف مجلس خبراء القيادة يجب أن تكون ذات مسار وأهداف الثورة، وأضاف: "سيادة الاسلام" و"الحرية" و"الاستقلال" و"العدالة الاجتماعية" و"الرخاء العام" و"اجتثاث جذور الفقر والجهل" و"المقاومة أمام السيول الجارفة للفساد الاخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الجاري في الغرب" و"الصمود أمام هيمنة جبهة الاستكبار"، من أهم اهداف الثورة الاسلامية للشعب الايراني.

واعتبر سماحته الهيمنة بأنها موجودة في ذات وطبيعة الاستكبار وأضاف: ان جبهة الاستكبار تسعى ذاتياً لتوسيع هيمنتها على الشعوب وان اي دولة وشعب لا يقاوم، سيقع في أفخاخهم.

واكد سماحة آية الله الخامنئي بأن الاسلام هو المجتث لجذور الظلم والاستكبار واضاف: بطبيعة الحال فان ذلك الاسلام الذي يتبلور في إطار نظام دولة ويمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية، هو الذي يكون قادراً على مقاومة قوى الغطرسة العالمية وتدمير سلطتها.

واعتبر سماحته صون الثورة بأنه أصعب من إيجادها، وفي معرض بيانه لكيفية المواجهة الصحيحة لجبهة قوى الظلم العالمي، اضاف: ان اعداء الشعب الايراني وضعوا في جدول اعمالهم مسألة الهجوم العنيف، ومن أمثلته الحرب المفروضة على ايران على مدى ثمانية أعوام، أعمال التمرد التي وقعت بداية انتصار الثورة، دعم الجماعات الارهابية، الهجوم على المنصات النفطية الايرانية، واسقاط طائرة الركاب المدنية الايرانية، الا أنه وفي ظل العناية الربانية والهيبة الالهية للإمام الخميني وصبر ومقاومة الشعب، فقد تم دحر الاعداء.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "الهجوم الناعم" مرحلة اخرى من الهجمات المستمرة لقوى الغطرسة العالمية واضاف: ان الحظر الاقتصادي المستمر، الهجمات السياسية المتواصلة، الدعاية المناهضة وضرب مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية في الدول الاخرى، تعد من اساليب المرحلة الثانية لهجمات الاعداء، إلا أنها لم تؤد الى النتائج التي كان يرجوها الاعداء وذلك بفضل الله تعالى وصمود الشعب والمسؤولين.

ووصف سماحته المرحلة الثالثة من هجوم الاعداء أي "التغلغل" بأنه خطير للغاية واستمراراً لذات الحرب الناعمة وقال: ان الاستكبار يتابع في استراتيجية التغلغل عدة اهداف اساسية وهي "التأثير في مراكز صنع واتخاذ القرار" و"تغيير معتقدات الشعب" و"تغيير محاسبات ومواقف المسؤولين".

واعتبر سماحته إستهداف الأسس والمؤسسات الثورية ومنها الحرس الثوري، مجلس صيانة الدستور، الشباب المتدين والولائي ورجال الدين الثورين من جملة الأساليب الراهنة للأجانب واكد: الهدف الرئيس للأعداء في هذه المرحلة من الحرب الناعمة، هو التحضير لتفريغ النظام من عناصر ومكامن قوته الداخلية.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: إذا تحقق هذا الهدف واصبحت الجمهورية الاسلامية فارغة من عناصر قوتها، فإن القضاء عليها أو تغيير اتجاه حركتها، لم يعد امراً صعباً ولذلك نحن نؤكد على ان عدم التبعية للعدو ومقاومة مطامعه هو "جهاد كبير".

وفي تبيينه لمسار الحركة الثورية لمجلس خبراء القيادة، أضاف: الابتكارات الدينية المنضبطة من قبل من لهم القدرة على الاستنباط وتضميد الجراح التي يسببها العدو ومن ضمنها "التفرقة المذهبية والطائفية" و"الخلافات الفئوية" و"ايجاد القطبيات الثنائية المصطنعة في البلاد" من المسؤوليات الاخرى لمجلس خبراء القيادة.

وخاطب سماحته أعضاء الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة المنتخبين من قبل الشعب مؤكداً: السكون غير جائز، وعليكم النظر بإستمرار بجدية لمبدأ التحوّل والتقدم لتحقيق أهداف الإسلام والثورة.

وخصص سماحة آية الله الخامنئي الجزء الأخير من كلمته لتوضيح الواجبات العامة للمسؤولين في المرحلة الراهنة.  

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بان اكتساب القدرة الحقيقية هو السبيل الوحيد "للبقاء والتقدم وتحقيق اهادف الثورة والشعب" واضاف: ان لجميع المسؤولين والاجهزة مسؤوليات في هذا السياق ينبغي عليهم العمل بها بجدية.

واعتبر سماحته اقتدار البلاد بأنه من شأنه انتزاع المكاسب حتى من القوى الرئيسية في العالم واضاف: في غير هذه الحالة ستصبح حتى الحكومات الضعيفة والحقيرة مدعية أمام الشعب الايراني.

واستعرض قائد الثورة الإسلامية المعظم، نموذجاً لانتزاع المكاسب من العدو في ظل اقتدار البلاد واضاف: ان اصدقاءنا الاعزاء يقولون باننا انتزعنا مكاسب في المفاوضات النووية وان الاطراف الاخرى أقرّت بالصناعة النووية الايرانية؛ وبطبيعة الحال فإن هذه القضية تحققت بعد تحقق اقتدار ايران، أي التخصيب بنسبة 20 بالمائة، ذلك لان الجميع يعلم بان الوصول الى نسبة 20 بالمائة يعتبر المرحلة الاصعب في عملية التخصيب.

واعتبر سماحته "انتاج 19 الف جهاز للطرد المركزي من الجيل الاول" و"استخدام 10 آلاف جهاز للطرد المركزي" و"انتاج الاجيال الثاني والثالث والرابع من اجهزة الطرد المركزي" و"مصنع انتاج الماء الثقيل" من الامثلة الاخرى لطاقات ايران النووية واضاف: ان العدو الذي لم يكن في يوم ما مستعداً للقبول بوجود حتى جهاز واحد للطرد المركزي في ايران، اضطر للقبول بالواقع بعد مشاهدته لطاقات البلاد النووية، وفي الحقيقة ان الاميركيين لم يمنحونا هذا المكسب بل انتزعناه نحن في ظل اقتدارنا.

واضاف سماحته: بعد تحقق نتائج الاقتصاد المقاوم ان شاء الله تعالى واقتدار اقتصاد البلاد، سيدرك العدو عدم جدوى أداة الحظر ايضاً.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي إبتغاء ومتابعة تحقق عناصر الإقتدار الذاتي، من المسؤولين والأجهزة من جملة طاقات مجلس خبراء القيادة وأضاف: هذا التجمع العظيم بإمكانه أن يكون مؤثراً في هذه العملية.     

واعتبر سماحته التقوى والشجاعة والبصيرة والصراحة في الوقت اللازم وعدم الخشية من لوم الآخرين والمعرفة الصحيحة والدقيقة لجبهة العدو وآلياته، من المعايير الاساسية للطابع الثوري.

واوضح سماحته بأنه ربما يقوم العدو لهدف معين بأعمال تبدو ايجابية على الظاهر ويتم الترحيب بها داخل البلاد، ولكن لو ادركنا الهدف الحقيقي من وراء ذلك فاننا سوف لا ننخدع.

وكانت التوصية الأخيرة لقائد الثورة الإسلامية المعظم لمنتخبي الشعب في مجلس خبراء القيادة، هي الثقة بالنفس الذاتية والحذر من الهزيمة النفسية.

وأضاف سماحته: إحذروا من خوفكم وهزيمتكم الذاتية، لأنه في هذه الحالة ستفشلون في ساحات العمل أيضاً.

وفي مستهل كلمته، رحّب قائد الثورة الإسلامية المعظم بالأعضاء الجدد لمجلس خبراء القيادة لا سيما المجتهدين الشباب والمفعمين بالنشاط، وحيّا سماحته ذكرى الراحلين في هذا المجلس وخصوصاً المرحوم الفقيد آية الله واعظ طبسي.

قبيل كلمة قائد الثورة الاسلامية المعظم، تحدّث في هذا اللقاء آية الله الشيخ أحمد جنتي رئيس مجلس خبراء القيادة مثمناً النداء الملهم لقائد الثورة الإسلامية المعظم الذي بعثه بمناسبة بدء أعمال مجلس خبراء القيادة في دورته الخامسة، واعتبر أجواء هذا المجلس هادئة ومنضبطة، و أشار إلى المكانة الخاصة لمجلس خبراء القيادة قائلاً: لهذا المجلس وجاهته و احترامه عند الرأي العام.
وأوضح رئيس مجلس خبراء القيادة إنه ينبغي في أية مسؤولية أن نؤدي رسالتنا بالشكل الذي يرضي الله تعالى و الشعب، ملفتاً: سوف نتابع المنحى الثوري في كل الأبعاد.
و تحدث في هذا اللقاء آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي النائب الثاني لرئيس مجلس خبراء القيادة رافعاً تقريراً أشار فيه إلى كلمات النواب في اجتماعهم الأول، و قال: من أهم المحاور التي طرحت في كلمات أعضاء مجلس خبراء القيادة ضرورة أن نكون ثوريين و أن نفكر بطريقة ثورية و أن نعمل بثورية، و التأكيد على تحرك كل الأجهزة و المؤسسات لتنفيذ توجيهات قائد الثورة الإسلامية، و ضرورة اجتناب الجميع و خصوصاً المسؤولين لطرح أمور توحي بالاستقطاب في المجتمع.
وأضاف آية الله السيد الشاهرودي: لقد كان لأعضاء مجلس خبراء القيادة همومهم و مطالباتهم بخصوص مشكلات البلاد بما في ذلك النواقص الثقافية، و المشكلات المعيشية و الاقتصادية، و توفير فرص عمل للشباب، و الركود، و تهريب البضائع، و عدم تحقق الاقتصاد المقاوم، و عدم تطبيق البنوك الإسلامية، و ظهور أفكار منحرفة و متطرفة، و آفات الفضاء الافتراضي و مشكلات المحافظات الحدودية.

700 /