موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله رئيس وأعضاء الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة.

 

بسم الله الرحمن الرحیم‌ (1)

الحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّدنا محمّد وآله الطاهرین، سیّما بقیّة الله في الأرضین.

 

نشكر الله سبحانه وتعالى من أعماق قلوبنا على الانتخابات التي جرت في كافة أرجاء البلاد، ولاقت ترحيباً واسعاً من قبل أبناء شعبنا الأعزاء (2)، وتسببت في تشكيل مجلسٍ رصين محترم والحمد لله. وأرحّب بجميع الإخوة الأعزاء، والسادة الكرام، والعلماء والفضلاء الأماجد، ولاسيما الذين دخلوا حديثاً ولأول مرة في هذا المجلس المحترم. ويتواجد بينهم والحمد لله عدد من الشباب المتسمين بالحيوية والمجتهدين الناشطين. راجين الله أن يوفّقكم وإيانا جميعاً لأن نتمكن من أداء واجباتنا.

ونحيّي ذكرى الراحلين والماضين من الأعزاء والأكابر الذين حضروا في هذا المجلس لسنوات، وقاموا بإنجازات، وقدّموا خدمات، أعلى الله درجاتهم، وآخرهم أخونا العزيز المرحوم الشيخ طبسي (رضوان الله تعالى عليه)، سائلين الله أن يمنح هذا الرجل الخدوم والدؤوب في هذه المرحلة العصيبة والحافلة بالمخاطر، أجر جهوده وزحماته، وأن يقرّ بها عينه.

لقد اقترن انعقاد هذا الاجتماع، بشهر شعبان وهو شهر الأعياد الكبرى، وشهر التضرّع والخشوع والاستفغار، وهذا ما نتوسّم فيه خيراً. وها هي أيام هذا الشهر المهم آيلة إلى الانقضاء، فنسأل الله أن لا يحرمنا من بركات هذا الشهر «الَّذي کانَ رَسولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ یَدأَبُ في صیامِهِ وَقیامِهِ في لَیالیهِ وَأَیّامِه»(3).

الموضوع الذي أعددته لأطرحه عليكم، يتألف من ثلاث نقاط: نقطة تتعلق بهوية هذا المجلس، ونقطة ترتبط بمسار المجلس والواجبات التي تقع على عاتقه وتوجّهاته والنهج الذي ينتهجه، ونقطة إن سنحت لنا الفرصة ولم يأخذ الكلام منا وقتاً طويلاً أطرحها في آخر حديثي، وهي تختص بالمسؤوليات العامة التي يتحمّلها الجميع في هذه المرحلة، وأتحمّلها أنا وأنتم وهذا المجلس وآخرون.

حينما أفكّر في هوية هذا المجلس، أجد أنه موهبة إلهية وهبها الله تعالى لنظام الجمهورية الإسلامية. فإن مجلس الخبراء يمثل موهبة عظمى من قِبَل الباري تعالى. ورغم أنه قد أُعدّ لهدف خاصٍ مصرَّحٍ به في الدستور، ولكن بغض النظر عن ذلك الهدف الهام، فإنه بحد ذاته يعتبر ظاهرة وحادثة عظيمة. لماذا؟ لأنه يتشكّل من مجموعة من العلماء والمنظّرين والخبراء في المجال الديني والعلمي من كافة أنحاء البلد، يجتمعون في العام مرتين أو أكثر، بحسب ما تقضيه الضرورة، وبالاستناد إلى تلك المسؤولية، ويوفّرون طاقة جبارة لتبادل الرأي والفكر والتنسيق فيما بينهم.

نحن لا ننسى في بداية النهضة - سنة 1962 و63 - كان الإمام الراحل العظيم (رضوان الله عليه) يبعث بالرسائل لعلماء المدن ويوصيهم بأن يجتمعوا بين الحين والآخر، ولو من أجل تناول الشاي، وأن يتزاورا ويتلاقوا حتى وإن لم يجرِ بينهم بحثاً جدياً هاماً، وهذا ما يبيّن مدى أهمية اجتماع العلماء والخبراء الدينيين والعلميين في البلد.

ولكم اليوم أن تنظروا إلى العالم، لتجدوا أنهم وبذرائع مختلفة، يجمعون الأشخاص الذين تجمعهم قواسم مشتركة تحت عناوين متعددة باسم الاتحاد والجمعية والنقابة، فتقوم هذه المجموعات بإنجازات كبرى أحياناً لا ترتبط بمهنتهم كثيراً. وعلى سبيل المثال اتحاد الاقتصاديين، واتحاد الحقوقيين الدوليين، واتحاد الفنانين الدوليين، الذين يُدلون بآرائهم حول القضية السياسية الفلانية في البلد أو في العالم وعلى الصعيد الدولي. أي أنهم يقومون بإيجاد الاتحادات من أجل أن يجتمع فيها أفرادٌ يجمعهم وجه مشترك - بأي صورة كانت - حتى ولو كانوا يحملون سلائق وتوجهات مختلفة، فإن نفس هذا الاجتماع يوفّر لهم فرصةً للنهوض بمهام كبرى وترك التأثير على مسار حركة بلدانهم أو مسار الحركات الدولية، وهذا أمرٌ دارجٌ في العالم.

وهذا ما نتمتع به في الحال الحاضر، وقد وهبه الله سبحانه وتعالى لهذا البلد. حيث تجتمع طائفة من العلماء ورجال الدين المميَّزين والمحترمين الذين حازوا على ثقة الشعب، وهذا يوفّر طاقة هائلة بإمكانه أن يحقق إنجازاً كبيراً. ولا ينبغي أن تبقى هذه المجموعة منتظرة لحين بلوغ الوقت الضروري لأداء الواجب المصرَّح به في الدستور، بل بوسعها أن تؤدي الكثير من المهام الأخرى.

ثم إن الاجتماعات والجمعيات والاتحادات التي يتم إنشاؤها في العالم، لا تتمتع بأي سند ودعامة شعبية، فإن الاقتصاديين أو الحقوقيين [مثلاً]، يهتم بهم من يزاول نفس هذا الفرع الدراسي، ولكنهم لا يتمتعون بركيزة شعبية في أوساط مجتمعاتهم، على خلاف هذا المجلس. فإن أعضاء هذا المجلس برمتهم يمتلكون دعامة شعبية، مع اختلافٍ في القلة والكثرة، حيث تجد دائرة الركيزة الشعبية للبعض منهم وسيعة جداً. فإن بوسع رجال الدين المبرّزين في محافظة أو مدينة أو حوزة علمية أن يتركوا تأثيرهم، وأن يجتمعوا مع بعضهم الآخر، وأن يتبادلوا الآراء في قضايا شتى، وأن يركّزوا أفكارهم ويتابعوا قضية واحدة من القضايا الجارية في البلد.

ولا ينبغي القول بأن التنفيذ خارج عن أيدينا؛ أجل، فالتنفيذ ليس بيد هذا المجلس، وإنما هو بيد المسؤولين، غير أنّ هناك شيءٌ يفوق التنفيذ بأيديكم وهو الرأي العام. فإنّ كلّ واحد منكم إما إمام جمعة أو ممثلٍ للولي الفقيه أو مدرسّ كبير في الحوزة العلمية أو عالم بارز محترم، وبإمكانكم التأثير على الرأي العام، فإن تبلور الرأي العام، وتم إيجاد خطابٍ في المجتمع تجاه قضية معينة، فإنها بطبيعة الحال ستجلب أنظار المنفّذين والمشرّعين والقائمين على الأعمال إليها، وهذا أمرٌ طبيعي. ومن هنا فإن هذا المجلس باعتقادي يمثل ظاهرة استثنائية، ويتحتّم علينا أن نتنبّه إلى هذه الأهمية التي ينطوي عليها.

وانطلاقاً من هذا، نستنتج أن بمقدور المجلس، نظراً إلى هذه الهوية البارزة والسامية، أن يقوم بإنجازات كبرى في سبيل أهداف الثورة. فإني قبل بضعة أعوام - ولربما قبل دورة أو دورتين - قلتُ في نفس هذا الاجتماع (4) أن بمستطاعكم إصدار قرارٍ، والتركيز على قضية معنية، وطرحها على أنها من مطاليب مجلس الخبراء. فإن المجلس قد تم انتخابه بواسطة الناس، وأعضاء المجلس ليسوا من الأناس العاديين، ولهم صلتهم بأبناء المجتمع، والناس قد وثقوا بهم، وهم من أهل الخبرة والرأي والتشخيص، فإن شخّصوا أمراً في قضية ما، يتسنى لهم أن يطالبوا بها إما من القائد أو من الحكومة أو من السلطة القضائية أو من مجلس الشورى أو من الأجهزة المختلفة. هذا فيما يخص النقطة الأولى التي تتعلق بهوية هذا المجلس، وهي باعتقادي نقطة بالغة الأهمية. فعلينا جميعاً أن نعرف قدر هذا المجلس، سواء أنتم أو نحن أم المسؤولون، فإن بإمكان هذا المجلس أن يكون مصدراً لآثار كبرى.

والنقطة الثانية تتناول البحث حول مسار هذا المجلس وتوجهاته. وفي جملة واحدة باعتقادي أنا الحقير، مسار هذا المجلس، هو ذات مسار الثورة وأهدافها، ومعنى ذلك ضرورة أن ينتهج المجلس نهج الثورة ويتتبّع أهدافها.

ولكن ما هي أهداف الثورة؟ حاكمية الإسلام في الدرجة الأولى، فقد انطلقت الثورة أساساً لتحقيق هذا الهدف، ولأجل أن يحكم الإسلام، وأن تكون له سيادته بمعناها الخاص. إذن فأهداف الثورة هي: حاكمية دين الله، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والرفاه العام، واجتثاث جذور الفقر والجهل، والمقاومة أمام السيل الجارف للفساد الأخلاقي الذي بات يتدفّق من الغرب ليغمر العالم بأسره، وها أنتم اليوم تشهدون خصائصه. فهناك دولٌ تشرّع المثلية الجنسية، ولا تشرّعها وحسب، بل تصرخ بشدة في وجه من يعترض عليها.. أفهل يوجد فساد أعلى من هذا؟! لقد كان البعض - قبل عدة أعوام - يتصوّر أن الأهواء والدوافع الجنسية تقلّ في الغرب لوجود الحرية والاختلاط بين الرجال والنساء، وفي البلدان التي تحدها الحدود والقيود، يكون الإنسان حريصٌ على ما مُنِع! وتبيّن حالياً أن القضية على العكس من ذلك، فأيما بلد فتح أبواب الحرية، ولم يضع أية حدود وقيود للاختلاط بين الرجل والمرأة، تجد الشهوات الجنسية تتبلور وتظهر فيه يوماً بعد آخر بصورة أقوى وأكثر نشاطاً وأشدّ عنفاً وهجومية. وسوف لا تقف عند هذا الحدّ أيضاً، بل سيؤول المطاف في المستقبل الذي لا نعلم متى سيحين أجله، حتى إلى النكاح بالمحارم، وإلى ممارسات أكثر خطورة وحساسية، ومعنى ذلك أن عالم الفساد الأخلاقي متّجه بهذا الاتجاه.. هذا ما يخص المسائل الأخلاقية.

والقضايا الاقتصادية كذلك. كغسل الأموال وتبييضها، حيث يتحدثون عن هذه العملية بصفتها جريمة، بيد أن أهم الشركات العالمية الكبرى تقوم بالألاعيب والمراوغات المالية وتكديس الثروات التي في حيازتها. هذا إضافة إلى التمييز، والفواصل الطبقية المتزايدة. فهذا سيل عارمٌ يجرف البلدان والمجتمعات بأسرها، وإنّ من أهداف الثورة، هي المقاومة أمام هذا السيل الجارف.

ومن أهداف الثورة الأخرى، الصمود أمام الهيمنة الاستكبارية. فالاستكبار بطبيعته يصبو إلى الهيمنة، ويسعى وراء بسطها وتوسيع رقعتها، وأيما شعب أو نظام يتخلى عن المقاومة أمامها، يقع أسيراً في شراكها. وهذه هي أهداف الثورة الإسلامية، ومسار حركة المجلس، هو ذات مسار أهداف الثورة.

وهذه مهمة عسيرة ومن أصعب الأعمال. التفتوا إلى أنّ الشيء الذي يتعرض للتنافس أو التخاصم، يكون الوصول إليه صعب، والمحافظة عليه أصعب. ولنفترض ساحة سباق للحصول على جوهرة ثمينة يكثر طُلّابها، وأنت تشارك في هذه المسابقة، وتحصل على هذه الجوهرة بمشقة كبيرة، فسيكون الاحتفاظ بها أصعب من الحصول عليها. والسبب واضح، لأنك حين تدخل ساحة السباق، تكون مهاجماً، وتدخلها بروح هجومية متوثبة، وتعلم ما هو هدفك، وتتجه باتجاه هدف محدّد، ولكنّك بعد الحصول على تلك الجوهرة، سيتسم الطرف الآخر الذي يريد انتزاعها منك، بالروح الهجومية، وسيكون هو المهاجم، وهو المتوثّب، وأنت لا تعرف من أيّ جهة سيتحرك، ومن أي جانب سيهاجم، بيد أنه يُبرمج، ويخطّط، ويهجم عليك.

لقد كانت الثورة إنجازاً عسيراً، ولم تكن انطلاقتها بالعمل الهيّن، بل كانت تحتاج إلى مبادرةٍ وجهادٍ وتجرّعٍ لكاسات الشدائد والمحن، والإمام الخميني العظيم قد حرّك هذه الشعب وهذه الجماعات النشيطة المناضلة بشعاره وروحه وتقواه وإيمانه وصدقه، وتم إنجاز هذه المهمة العسيرة، ونجحت الثورة وانتصرت وشيّدت نظاماً، بيد أن صيانتها والمحافظة عليها أصعب. فإن نفس أولئك الأعداء الذين تم التصدي لهم من أجل إيجاد هذه الثورة، لم يتوقفوا اليوم ولم يكفّوا عن العمل، وإنما يهدفون إلى انتزاع الثورة من أيديكم، كما شاهدتم في بعض البلدان التي انطلقت فيها حركات جماهيرية كبرى خلال الأعوام الأخيرة، كيف أن الأعداء جاؤوا واسترقوا هذه الحركات وانتزعوها من أيدي أصحابها، وأنزلوا بهم الويلات.

ولا شك أن الإسلام هو الذي يستأصل شأفة الظلم والاستكبار، وذلك ﴿لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّه﴾(5). فالإسلام بالتأكيد قادرٌ على إلحاق الهزيمة بالكفر وبالجبهة التي تواجهه، ولكن أيّ إسلام يستطيع القيام بذلك؟ الإسلام الذي يستطيع أن يجتثّ الكفر والاستكبار والظلم، أو أن يكبّله بالقيود، أو أن يحول دون طغيانه وعدوانه، هو ذلك الإسلام الذي يمتلك نظاماً، وحكماً، وقوىً أمنية، وإعلاماً، وسياسة، واقتصاداً، وآليات كثيرة. والإسلام الذي تمكّن من أن يشيّد نظاماً وحكماً، هو ذلك الإسلام الذي يستطيع أن يقاوم ويصمد، وإلا فالفرد حتى ولو كان مسلماً بارزاً، أو التيار الإسلامي كالتيارات الموجودة في العالم، إن لم تتجه باتجاه إقامة نظام حكومي، لا تشكّل أي خطر للاستكبار، لأنها في هذه الحالة لا يسعها القيام بأي شيء، ولا يمكنها القضاء على الكفر والظلم والاستكبار. وها أنتم قد توصّلتم إلى هذا الإسلام القادر على المواجهة، والقادر على المقاومة، والقادر على أن يكون درعاً واقياً أمام جبهة الكفر، وحصلتم عليه بمشقة، ولكن كيف تريدون الحفاظ عليه؟ إذ لا بد من صيانته والمحافظة عليه أمام العدو، وهو ليس بالشيء الذي يحافظ على نفسه إن تركناه وتخلّينا عنه، بل سيكون عرضة لهجوم العدو.

والعدوّ يمارس عدة أساليب في هجومه: أحدها الهجوم العنيف والحرب الصلبة، وقد جرّب العدو هذا الأسلوب وفشل فيه، وحرب الثمانية أعوام التي اندلعت ضدنا من هذا النمط، إذ كانت حربٌ دولية، فواحدّ زوّد صدام بالأسلحة الكيميائية، وآخر جهّزه بطائرات الميغ، وثالث أعطاه طائرات الميراج، ورابع منحه معدّات مضادّة للطائرات، وخامس وفّر له خرائط حربية، حيث أُنجز حتى إعداد الخرائط الحربية وبناء الخنادق بمساعدة الآخرين، وقد أعانه كل هؤلاء عسى أن ينتصر في الحرب ولكنه لم يتمكن.

فمن مصاديق الحرب الصلبة حرب الثمانية أعوام. ومنها أعمال التمرّد القومي التي أثاروها في البلد على امتداد حدوده، إذ تتذكرون أن العدوّ قد أجّج نيران هذا التمرّد والعصيان في كل مكان، ولكنه لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وهذه كانت من الحرب الصلبة. ومنها الممارسات الإرهابية والجماعات الإرهابية التي فعّلوها أو أسسوها. ومنها هجوم أمريكا على المنشأة النفطية وعلى الطائرة المدنية. وقد فعلوا ما استطاعوا في إطار الحرب الصلبة، ولكنهم أخفقوا في كل هذه الأمور، وهُزموا أمام الشعب الإيراني والإمام الخميني العظيم، وازدادوا رُعباً وذُعراً منهم. فقد وهب الله سبحانه وتعالى قوة لإمامنا الجليل، ومنحه هيبة بسبب توكّله وتقواه وبصيرته وانشداده البارز والواضح بالهدف، بحيث أن الأعداء كانوا يهابونه ويخافونه بكل ما في الكلمة من معنى، ﴿کَأَنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾(6)، حيث كانت صرخات الإمام ونداءاته تُرعب الأعداء كالأسد الذي تهابه سائر الحيوانات. وبالتالي فإنهم قد هُزموا في هذه المرحلة.

والمرحلة الأخرى لمواجهتهم ومناهضتهم هي الحرب الناعمة، والتي يتمثل ضربٌ منها في هذه الأمور التي تشاهدونها من الحظر الاقتصادي، والإعلام المضلل وأمثال ذلك. فهي ممارساتٌ قد شرع بها الأعداء وتابعها منذ اليوم الأول، حيث فرضوا عقوبات مشلّة - على حدّ زعمهم - تجاه الجمهورية الإسلامية، ولكنها هي الأخرى لم توتِ ثمارها، ولم تحقق أهدافها، إذ كانوا يريدون لهذه العقوبات وهذه المقاطعة الاقتصادية أن تشلّ الجمهورية الإسلامية، ولكنها لم تشلّ، وقامت في نفس مرحلة الحظر بإنجازات كبرى. فقد قرأتُ في تقريرٍ بالنقل عن جنرالٍ عميلٍ للكيان الصهيوني، كان قد نُشر يومذاك في المجلات الأجنبية، أنه قال بأني أُعادي إيران ولا أحبّها ولكني أُشيد بها، حيث استطاعوا رغم الحظر تصنيع الصاروخ الفلاني - وهو صاروخ كان حينها قد تم اختباره لتوّه، وهم تابعوا القضية واطلعوا على الأمر من القنوات الفضائية وأمثالها -، وهذا ما يثير الثناء والإطراء بأنهم قاموا بذلك رغم وجود الحظر والمقاطعة والضغوط الاقتصادية ومن دون مساعدة أحد. ومن مصاديق الحرب الناعمة التي أطلقوها ضرب دعائم الجمهورية الإسلامية في بعض البلدان الأخرى، حيث قاموا بقمع الجماعات التي تعدّ من دعائم وركائز الجمهورية الإسلامية وعمقاً استراتيجياً لها وتسديد الضربة لهم في كثير من البلدان، فدحروهم أو وجّهوا لهم ضربة بالتالي. وهذه أيضاً أخقفت ولم تجدِ نفعاً ولم تتمكن من بلوغ مقصودها. إذن فقد فشلوا في الحرب الصلبة والناعمة كذلك.

والذي يتم إنجازه في المرحلة الثالثة - ولا يعود بالطبع إلى اليوم، بل قد شُرع منذ سنوات عديدة، ولكنه أخذ بالتوسّع يوماً بعد آخر - هو حربٌ ناعمة من نمط آخر، أشد خطورة بكثير. وهذا هو الذي نبّهتُ مختلف المسؤولين عليه مراراً وتكراراً ومن جهات عدة، وهو عبارة عن النفوذ في مراكز صنع واتخاذ القرار، والتغلغل لتغيير معتقدات الناس وقناعاتهم، والتوغل من أجل تغيير الحسابات. فإننا نحن المسؤولين المجتمعين في هذا المكان، لنا حساباتنا لإنجاز أعمالنا، وهذه الحسابات هي التي تُفضي إلى أن نتخذ مواقفنا بطريقة معينة، فلو استطاعوا تغيير حساباتنا، لتغيّرت مواقفنا أيضاً. فإن من مهامّهم الأساسية هي: التغيير في حسابات المسؤولين، والتغيير في معتقدات الناس، والتغيير في مراكز صنع واتخاذ القرار، وفي المجموعات التي تعمد إلى صناعة القرارات واتخاذها. وهذا هو ذلك العمل الخطير الذي يتضمن الهجوم على مبادئ الثورة، والهجوم على أسس الحراسة، بما في ذلك الحرس الثوري، هجوماً إعلامياً، والهجوم على مجلس صيانة الدستور، وعلى القوات المؤمنة والشباب المؤمن الولائي. فإن قنوات الإذاعة والتلفاز ووسائل الإعلام الأجنبية في الوقت الراهن مشحونة بهذه الأمور. ولا أعلم كم لكم أيها السادة الكرام صلتكم بهذه المسائل، وكم تشاهدونها، وكم لكم اطلاع بشبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، فقد صبّوا جهودهم المتواصلة في هذه المجالات للتأثير على مخاطبيهم. وراحوا يهاجمون رجال الدين الثوريين، وينعتونهم بنعوتٍ مختلفة كالعالم الحكومي وأمثال ذلك لقمعهم ودحرهم. وفي كلمة واحدة: يبذلون الجهود في هذه الحرب الناعمة، من أجل تمهيد السبيل لتجريد النظام عن عناصر قوته. فهم يبتغون إفراغ النظام الإسلامي وتجريده عن العناصر الكامنة في ذاته والتي هي مدعاة لقوته واقتداره. فإن ضعُف النظام وتجرّد عن عناصر قوته واقتداره، سوف لا يكون القضاء عليه وتغيير حركته إلى هذا الاتجاه أو ذاك، عملاً عسيراً بالنسبة إلى القوى العظمى، وها هم يريدون فرض التبعية عليه.

وهنا يأتي دور نفس ذلك الجهاد الكبير الذي طرحته قبل بضعة أيام،(7) ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾(8)، وقد ورد في التفاسير أن المقصود من الضمير في «به» هو القرآن، على الرغم من أن مفردة القرآن لم ترد في الآية لكي يعود الضمير إليها، إلا أن هذا ما ذهب إليه المرحوم الطبرسي في «مجمع البيان»، والمرحوم العلامة الطباطبائي أيضاً، حيث يقول العلامة بأن سياق الكلام يدل على أنّ الضمير في «به» يعود إلى القرآن، وهذا هو الذي ذكرته في ذلك الخطاب، ولكن بعد التروّي، تبادر إلى ذهني أن هناك وجه أوضح في هذه الآية، فقوله: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ﴾، يعني بعدم الإطاعة، وهو ذلك المصدر المشتق من فعله والمستتر فيه. ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ﴾، أي بعدم الإطاعة ﴿جِهَادًا كَبِيرًا﴾، ومن هنا فإن عدم الإطاعة هو الذي يمثل ذلك الجهاد الكبير، وهذا المعنى أقرب إلى الذهن، علماً بأني لم أتتبّع أقوال المفسرين لأرى هل يوجد منهم من ذكر هذا الاحتمال أم لا، ولكنه احتمالٌ هامٌ على كل حال. فالجهاد الكبير هو الجهاد لعدم اتّباع العدو وعدم إطاعته. إذن فهذا هو مسار المجلس وتوجّهاته، المتمثلة في مسار الثورة ومسار النزعة الثورية وانتهاج نهج الثورة وإرساء دعائم الإسلام وركائز دين الله.

ولو كنّا نحن لا نهدف إلى إقامة حكم الله ودينه، إذن ماذا نفعل هنا؟ ولماذا أنا أتقلّد هذه المسؤولية؟ فليأتِ نفس أولئك الذين كانوا أو أمثالهم، وليعملوا على إدارة الحكومة. نحن هنا لأننا نريد توطيد دين الله وتحقيق حاكمية الدين الإلهي.. هذا ما نحن نهدف إليه، وهذا هو الطريق الذي من يُقتَل فيه، يعدّ شهيداً في سبيل الله، ومن هذا المنطلق نجد الناس قد قدّموا شبّانهم بكل جود وسخاء ومازالوا يقدّمونهم، وإلا لو لم يكن ذلك، فالانتعاش الاقتصادي ما يمكن أن يعمل على تحقيقه الآخرون أيضاً، ولماذا أقوم أنا العالم ورجل الدين بممارسة هذه الأعمال؟ فلأذهب لمواصلة دروسي وأبحاثي، والآخرون بوسعهم النهوض بهذه المهام، كما هو مشهود في العالم. فلو لم يكن الأمر يدور على مدار دين الله وتوطيد سيادة دين الله والحاكمية الإلهية، لما اقتضت الضرورة إطلاقاً لأن نتحمّل أنا وأنتم هذه المسؤوليات. إذن فالهدف هو تعزيز الإسلام.

وإن من الأمور التي أؤكّد عليها هي الإبداع، ولكن الإبداع المنضبط، والإبداع على يد العالم، لا على يد الجاهل أو نصف العالم، والإبداع في مسائل الدين. فإن الدين صالح للاتساع، لأنه نزل لكافة الأزمنة وجميع الظروف. ولذا فبالإمكان أن يتّسع في بعض المواطن على يد مجتهد قادر على الاستنباط والاجتهاد، كما بيّن الإمام الخميني العظيم بعض الأمثلة على ذلك، فطُبِّق البعض منها، وبقي البعض الآخر دون تطبيق ولكنها ذُكرت في فترة حياته على أقل تقدير.

ومن المهام الأخرى تضميد الجراح الذي يتسببه العدو. فإنه يُلحق الجروح بجسد هذه الثورة، وما علينا إلا مداواتها وتضميدها، ومنها قضية التفرقة المذهبية والطائفية بين الشيعة والسنة، والاختلافات الفئوية، وإيجاد قطبية ثنائية مفتعلة في المجتمع.. هذه جراحات يُلحقونها، ولا بد من تداويها.

وعلى أيّ حال، فإن الذي أشدّد عليه كثيراً، هو أن نجعل أساس التحوّل والتقدم دوماً نُصب أعيننا. فلا يجوز السكون، بل يجب علينا دوماً أن نحثّ الخطى ونتقدم إلى الأمام، ولكن في اتجاه أهداف الثورة وأهداف الدين. هذا بدوره هو الجانب الثاني الذي تحدثنا فيه حول مسار هذا المجلس المحترم والمعظَّم حقاً.

وأما هناك واجبات عامة سأذكرها باختصار لئلا يطول الحديث. وأقول في جملة واحدة بأن علينا أن نكسب الاقتدار لبلدنا، وعلى البلد أن يكون قوياً. فإن السبيل لبقاء الثورة وتقدمها وتحقق أهدافها بكل ما تحمله الكلمة من سِعة، هو اكتساب الاقتدار للبلد. فلو استطعنا أداء هذا الواجب - أي استطاعت الحكومة والمجلس والسلطة القضائية والقوات المسلحة والمراكز الثورية ومجلس الخبراء هذا أن يؤدوا دورهم ويقدموا معونتهم في هذا المجال - سنكون حينذاك على اطمئنان بأنه سوف تتسنى لنا صيانة الثورة وحفظها بصورة حقيقية. وأقولها لكم لو قَوِي البلد، لأمكن انتزاع المكاسب والامتيازات حتى من الاستكبار أيضاً، ولو ضَعُف البلد، ستصبح حتى الدول الخاوية والضعيفة والحقيرة هي المطالبة والمدعية، ناهيك عن الاستكبار والقوى العظمى.. هذا هو حالنا إن ضعفنا، وأما إذا قوينا فلا.

والاقتدار قضية نسبية، وبوسع المرء أن يمارس نشاطاً معيّناً في كل مرحلة من مراحله. ففي قضية المفاوضات النووية على سبيل المثال - ولا أروم بالطبع الخوض في هذا الميدان - قال أصدقاؤنا الأعزاء بأننا حصلنا على جملة من المكاسب والامتيازات، والأعداء الذين كانوا حتى هذا اليوم لا يقبلون بامتلاكنا الصناعة النووية، نجدهم اليوم قد وقّعوا على الورق واعترفوا لنا بحق امتلاك الصناعة النووية. ولكن كيف أمكننا الوصول إلى هذا المكسب؟ أمكننا ذلك بعد أن عرضنا اقتدارنا وتمكّنّا من إنجاز عملٍ لم يكونوا يتصوّرون بأننا قادرون على إنجازه، وهو التخصيب بنسبة عشرين بالمئة. فإنهم يعلمون، وأصحاب الفنّ في هذا المجال يعرفون بأن المرحلة الأصعب في عملية التخصيب إلى 99 بالمئة، هي الوصول إلى نسبة 20 بالمئة، ولو استطاع بلدٌ أن يتقدّم في عملية التخصيب حتى بلوغ 20 بالمئة، سيسهل عليه الوصول إلى 90 أو 99 بالمئة من التخصيب، ولا يحتاج في ذلك إلى اجتياز طريق طويل، وهذا ما هم على علم به. وقد طوت الجمهورية الإسلامية هذا المسير، وتمكّنت في التخصيب من الوصول إلى نسبة 20 بالمئة، وإنتاج 19 جهاز للطرد المركزي من الجيل الأول، وتشغيل نحو 10 آلاف جهاز طرد مركزي من الجيل الأول، وإنتاج الأجيال الثانية والثالثة والرابعة من أجهزة الطرد المركزي، وتصنيع جهاز مفاعل أراك للماء الثقيل، وبناء مصنع إنتاج الماء الثقيل - الذي أخذوا يشترونه منا في الوقت الحاضر -. فقد تمكّنّا من القيام بهذه الإنجازات حتى قَبِل العدوّ بذلك الحدّ الأدنى وهو أن نمتلك الصناعة النووية، ولو لم نكن قد أنجزنا هذه الإنجازات [لما قبِل العدو ذلك].

إنني أتذكر، وجميع الأصدقاء يتذكرون بأنه خلال المفاضات السابقة على مدى الأعوام العشر أو الاثني عشر الماضية، كانت مطالبتنا هي السماح بعمل خمسة أجهزة للطرد المركزي مثلاً، بيد أنهم رفضوا ذلك، حيث طالبناهم في بادئ الأمر بعمل عشرين جهازاً للطرد المركزي ورفضوا، وتنازلنا وقلنا خمسة أجهزة ورفضوا، وقلنا جهاز واحد ورفضوا! هكذا يخوض العدوّ ساحة المواجهة إن كنّا عاجزين وفاقدين للطاقة والقوة، ولكن حين تعمدون إلى إنتاج وتشغيل 19 ألف جهاز من أجهزة الطرد المركزي رغم أنف العدو، وإنتاج الجيل الثاني والثالث والرابع من هذه الأجهزة، والقيام بالكثير من الأعمال الجانبية الأخرى، سيكون العدوّ مُرغماً على الرضوخ والقبول، وهذا هو الاقتدار الذي من خلاله يستطيع المرء أن يحصل على مكاسب حتى من الاستكبار. فإن الأميركيين لم يمنحونا هذا المكسب، بل انتزعناه نحن في ظل اقتدارنا، ولم يقدّمه لنا أحد.

والحال ذاته يجري في جميع الساحات، بما في ذلك الساحة الاقتصادية. وفي هذا الإطار يدخل الاقتصاد المقاوم الذي كررته وأكّدت عليه دوماً، والأصدقاء بحمد الله قد شكّلوا مقراً للعمليات والقيادة، وهناك بعض الأعمال التي يتم إنجازها في هذا المضمار، آملين أن نشاهد نتائجها على أرض الواقع إن شاء الله. فلو اتسمنا بالقوة والاقتدار في الشأن الاقتصادي، لما بقي للحظر مفهوم ولأصبح عملاً إضافياً، ولو توصّلنا إلى الاقتدار الاقتصادي في الداخل، لعمد الأعداء بأنفسهم إلى الاستجداء والبحث عن إيجاد العلاقات الاقتصادية. وهم في هذه الحالة لا يفرضون الحظر وحسب، بل لو قمنا نحن بالمقاطعة، لطالبونا بإزالتها، وهذه هي طبيعة العمل. وكذلك الحال في الساحة السياسية وفي الساحات الأخرى أيضاً.

وعلى الحكومة ومجلس الشورى أن يتابعوا عناصر الاقتدار، وبإمكان مجلس الخبراء هذا أن يطالبهم بها. فإن بمقدوركم مطالبة هذه العناصر الباعثة على القوة والاقتدار مني أنا العبد الحقير، ومن سيدنا العزيز الدكتور روحاني، ومن السادة في مجلس الشورى، ومن السلطة القضائية. فإن هذه المجموعة العظيمة والاستثنائية، تعدّ كما قلنا ظاهرة وموهبة إلهية، وبوسعها النهوض بهذه المهام، والتركيز على نقطة معينة ومتابعتها، وتعبئة الرأي العام فيها، وبهذا يتبوأ المجلس مكانته اللائقة به حقاً.

ولو أردنا الآن أن نستعرض معايير التحلي بالنزعة الثورية في هذه المجموعات - إن لم يكن تجاسراً -، يبدو لي أن الملاك في ذلك هو التقوى، والشجاعة، والبصيرة، والصراحة، وأن لا تأخذ المرء لومة لائم.. هذه هي معايير التمتع بالنزعة الثورية. فلو اتسمنا بالتقوى، والشجاعة الكافية، والصراحة اللازمة - في المواطن التي تحتاج إلى صراحة، وإلا ففي الأماكن التي تتطلّب الإشارة والتلميح، تعتبر الصراحة مضرة -، واستطعنا القيام بهذه الأمور [لأصبحنا ثوريين]. كما أن علينا معرفة العدوّ بشكل صائب. فالعدو لا يمثل فرداً أو حكومة معينة، وإنما هو جبهة، وعلينا أن نعرف هذه الجبهة، ونرى من الذي ينضوي تحت لوائها، وكيف ومن أين يتحرك العدو بحيث يخلط الأوراق علينا تجاهه. فلنعرف جبهة العدو وأساليب عِدائه، ولنعلم كيف يمارس العداء والخصام. فأحياناً ما يخوض العدوّ ساحة، ويمارس عملاً يهدف من ورائه هدفاً خبيثاً، ولكن دون أن نعرف ذلك الهدف بالضبط، وإنما ننظر إلى ظاهره فنراه عملاً مطلوباً ونرحّب به، والحال أنه يتابع نفس ذلك الهدف. وهذا ما كان ومازال يجري في بلادنا، حيث شرع العدو في بعض المواطن بعمل يستهدف به هدفاً معيناً، ونحن نظرنا إلى ظواهره، فقلنا مستغربين بأن هذا عمل جيد لا إشكال فيه، والحال أننا لو كنا نتحلى بالبصيرة، ونعرف أهداف العدو، لما انطلت علينا دسائسهم.

وإنّ من القضايا الأساسية هي أن لا نصاب بالروح الانهزامية أمام الأعداء، لأنها تلحق الضرر بالإنسان. فإن كل من يصاب بالهزيمة في ذاته، سوف يهزَم في ساحة المواجهة بالتأكيد. وأول هزيمة لأي إنسان، هي الهزيمة في داخله، والشعور بأنه غير قادر، وأن عمله عديم الجدوى، وأن الطرف الذي يواجهه أقوى منه بكثير، وأنه لا يستطيع القيام بأي شيء.. هذه هي الروح الانهزامية. ولو استشرت هذه الروح فينا، للحقت بنا الهزيمة في ساحة المعركة لا محالة. فلا ينبغي لهذه الروح أن تتولّد فينا، وعلينا أن نراقب أنفسنا في ذلك.

رحمة الله على إمامنا الخميني العظيم، وعلى شهدائنا، والصلاة على محمد وآل محمد.

 

الهامش:

1- في بداية هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة بداية أعمال الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، تحدّث آية الله الشيخ أحمد جنتي رئيس مجلس خبراء القيادة رافعاً تقريراً عن إجتماعات المجلس.

2- إنتخابات الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة التي اقيمت في (2016/02/26).

3- مصباح المتهجّد، ج2، ص 829.

4- خطاب قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة (2005/03/16).

5- سورة التوبة، جزء من الآية 33.

6- سورة المدثر، الآية 49 و 50.

7- خطاب قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال مراسم تخرج دفعة من ضباط جامعة الإمام الحسين عليه السلام (2016/05/23).

8- سورة الفرقان، الآية 52.