موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

بيان سمات النزعة الثورية في كلمة قائد الثورة الإسلامية الهامة في حرم الإمام الخميني(رض):

النزعة الثورية، هي السبيل الوحيد للتقدم وتحقيق الأهداف

وصفَ سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم صباح اليوم (الجمعة: 2016/06/03) في الإجتماع العظيم والمجلل لمختلف شرائح الشعب في حرم الإمام الخميني (رض) وصفَ الإمام الراحل بأنه شخصية "مؤمنة متعبدة ثورية" وأكد على مواصلة طريق "إمام الشعب الثوري" باعتباره الطريق الوحيد للتقدم و تحقيق أهداف الشعب و النظام، و عرض المؤشرات الخمسة المهمة لـ"النزعة الثورية" مضيفاً: يجب بالاستفادة من تجربة المفاوضات النووية، و هي إثبات ضرورة عدم الثقة بأمريكا، مواصلة حركة البلاد و تقدمها.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي في كلمته بمراسم الذكرى السابعة و العشرين لرحيل الإمام الخميني (رض) أن تعبير «المؤمن المتعبد الثوري» صفة جامعة للإمام الخميني الراحل، و أضاف: كان الإمام الخميني الجليل "مؤمناً بالله"، و "مؤمناً بالشعب"، و"مؤمناً بالهدف"، و "مؤمناً بالطريق الذي يوصله لهذا الهدف".

وقال سماحته حول صفة التعبد لدى الإمام الخميني الراحل (رحمة الله عليه): لقد كان عبداً صالحاً لله و من أهل الخشوع و التضرع و الدعاء.

و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى الخصوصية الثالثة للإمام الخميني (رحمة الله عليه) قائلاً: لقد كان الإمام الخميني إماماً ثورياً، و هذه الصفة هي السبب الأصلي لغضب القوى المادية منه.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن القوى تخاف بشدة من كلمة الثورة و ثورية الشعب الإيراني، مردفاً: السبب الرئيس للضغوط التي مورست ضد الشعب الإيراني طوال سنين متمادية بذرائع شتى منها الملف النووي و حقوق الإنسان، هو السمة الثورية للشعب الإيراني و النظام الإسلامي.

و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى خروج إيران من سيطرة القوى و تحول النظام الإسلامي إلى نموذج ملهم للشعوب مضيفاً: القضية الأساسية هي أن الإمام الثوري أنقذ البلاد من كثير من الوحول، و منها "وحول التبعية و الفساد السياسي و الفساد الأخلاقي و المهانة الدولية و التخلف العلمي و الاقتصادي والتقني و الهيمنة الأمريكية و البريطانية"، و أوجد تغييراً كبيراً في مسار حركة البلاد و الشعب.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الإمام الخميني الجليل (رحمة الله عليه) غيّر سكة حركة البلاد نحو الأهداف الكبرى، أي نحو "سيادة دين الله"، مضيفاً: سيادة دين الله عبارة عن «تحقق العدالة الاجتماعية الواقعية» و «استئصال الفقر و الجهل» و «استئصال الاستضعاف و الآفات الاجتماعية» و«إقامة منظومة القيم الإسلامية» و «تأمين السلامة الجسمية و الأخلاقية و المعنوية» و «التقدم العلمي للبلاد» و «تأمين العزة و الهوية الوطنية و الاقتدار الدولية» و «تنشيط إمكانيات البلاد و طاقاتها».

و أكد سماحته على أن الإمام الخميني الراحل (رحمة الله عليه) حرّك البلاد نحو هذه الأهداف بفضل الثورة الإسلامية، موضّحاً: مع أن الوصول إلى هذه الأهداف يستلزم وقتاً و جهداً، لكنها أهداف قابلة للتحقق، و الشرط الوحيد لتحققها هو التحرك في مسيرة الثورة و الروح الثورية.

و قال قائد الثورة الإسلامية المعظم في نوع من الإشارة إلى الآفات التي تهدد حركة النظام الإسلامية: بعد رحيل الإمام الخميني الجليل (رحمة الله عليه)، في أي مرحلة عملنا فيها بطريقة ثورية حققنا تقدماً، و في أي مرحلة غفلنا فيها عن النزعة الثورية والحركة الجهادية تأخرنا و أخفقنا.

و خاطب آية الله العظمى السيد الخامنئي كل شرائح الشعب قائلاً: يمكن في هذه المسيرة التحرك بأسلوب ثوري، و في هذه الحالة سيكون التقدم أكيداً، و يمكن التحرك بأسلوب آخر، و في هذه الحالة سيكون المصير مؤلماً و سيتلقى الشعب الإيراني و الإسلام ضربة.

و اعتبر سماحته الثورة الإسلامية رصيداً ممتازاً فذاً للشعب و البلاد مؤكداً: من أجل أن تصل الثورة إلى النتيجة المرجوة سددت تكاليف ضخمة، و لكن إلى جانب هذه التكاليف كانت هناك منافع كثيرة أيضاً.

و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى قوة الثورة الإسلامية و متانتها بعد مضي 37 على انتصارها، قائلاً: ظروف الشعب الإيراني اليوم أوضح و أسهل من الماضي، و يمكن تفادي التكاليف أكثر.

و أكد سماحته قائلاً: لقد قامت الثورة بعزيمة الشعب و إرادته و إيمانه، و بقيت و تجذرت بنفس هذه الطاقة الشعبية، و صمدت بوجه التهديدات العسكرية والحظر، و لم تشل، و واصلت طريقها بشجاعة و شموخ، و يجب استمرار هذه الحركة بعد الآن أيضاً.

و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أن الحالة الثورية ليست مقتصرة على فترة الكفاح أو زمن الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، منوهاً: الثورة والحالة الثورية هي لكل الأزمان و الفترات، و الثورة نهر جار، و كل الذين يعملون على أساس المؤشرات الثورية هم ثوريون، حتى الشباب الذين لم يشاهدوا الإمام الخميني (رحمة الله عليه).

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن طريقة التفكير التي تساوي بين النزعة الثورية و التطرف، و تقسّم الناس إلى متطرف و معتدل، اعتبرها طريقة خاطئة في التفكير، و أضاف يقول: مثل هذه الثنائيات التي هي هدية الأجانب و كلام الأعداء يجب أن لا تدخل إلى قاموس البلاد السياسي.

و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى خطأ آخر في قضية الحالة الثورية و النزعة الثورية قائلاً: من الخطأ توقع درجة واحدة من الثورية من كل الذين يسيرون على درب مؤشرات الثورة و اتجاهاتها، و المهم هو أن تكون مؤشرات الحالة الثورية موجودة.

و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: قد يتصرف شخص بصورة أفضل تجاه مفاهيم الثورة و الفعل الثوري، و لا يتصرف شخص آخر بنفس شدته وجديته، و لكن كليهما ثوري، و لا يمكن اتهام أي شخص يسير وفق مؤشرات الثورة و معاييرها لكنه لا يسير بصورة جيدة، بأنه ليس ثورياً أو ضد الثورة.

ثم عرض سماحته خمسة مؤشرات رئيسية للنزعة الثورية هي: «الالتزام بالركائز و القيم الأساسية للثورة الإسلامية» و «السعي دوماً نحو المبادئ كهدف والتوفر على الهمة العالية للوصول إليها» و «الالتزام بالاستقلال الشامل للبلاد» و «التحسس من العدو و عدم اتباعه» و «التقوى الدينية و السياسية».

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في معرض تبيينه للمؤشر الأول للحالة الثورية أي «الالتزام بالقيم و الركائزالأصلية»: الإيمان بالإسلام الأصيل مقابل الإسلام الأمريكي أهم نقطة في هذا المؤشر.

و لفت سماحته قائلاً: للإسلام الأمريكي شعبتان هما «الإسلام المتحجر» و «الإسلام العلماني»، و الإستكبار يدعم كلا الشعبتين.

و عد آية الله العظمى السيد الخامنئي الإيمان العميق بمحورية الشعب ركيزة أخرى من ركائز الثورة مؤكداً: الأساس في النظام الإسلامي هو أصوات الشعب و إرادتهم و أهدافهم و مصالحهم، و الإيمان الواقعي بهذه الحقائق من ضروريات الحالة الثورية.

و اعتبر سماحة آية الله الخامنئي، التقدم و التحول و التكامل قيمة أخرى من القيم الأساسية للثورة مردفاً: الإنسان الثوري يؤمن بهذه القيمة أيضاً، و يسعى دوماً إلى التطور و تحسين الأوضاع.

و كان دعم المحرومين و الشرائح الضعيفة و دعم المظلومين في العالم قيمة أخرى أشار لها قائد الثورة الإسلامية المعظم في معرض تبيينه للمؤشر الأول من مؤشرات النزعة الثورية، أي الالتزام بأصول الثورة و ركائزها.

و أضاف سماحته: إذا توفر هذا الالتزام أو الاستقامة على حد تعبير القرآن، فستكون مسيرة المسؤولين و النظام في عواصف الأحداث مستقيمة و قوية هي الأخرى، و إلّا فسوف نبتلى بالعملانية المفرطة، و نغيّر مسارنا و اتجاهنا مع كل حادثة من الأحداث.

ثم قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في معرض تبيينه للمؤشر الثاني من مؤشرات الحالة الثورية، أي الهمّة العالية من أجل التقدم و الوصول إلى المطامح: في أية حالة من الحالات ينبغي عدم الابتعاد عن متابعة أهداف الثورة و الشعب الكبرى، أو الرضا بالوضع الموجود.

و اعتبر سماحته الكسل و النزعة المحافظة و اليأس النقطة المعاكسة لهذا المؤشر مؤكداً: طريق التقدم لا ينتهي، و ينبغي السير في هذا الطريق باستمرار وبروح ثورية.

و كان الالتزام بالاستقلال المؤشر الثالث للنزعة الثورية الذي أوضحه قائد الثورة الإسلامية المعظم في كلمته أمام حشود المجتمعين بمناسبة الذكرى السابعة و العشرين لرحيل الإمام الخميني (رحمة الله عليه) على ثلاثة مستويات هي الاستقلال السياسي و الاستقلال الثقافي و الاستقلال الاقتصادي.

و أضاف سماحته قائلاً: المعنى الحقيقي للاستقلال السياسي هو أن لا ننخدع بأساليب العدو المختلفة، و نحرس الاستقلال الداخلي و الإقليمي و العالمي في كل الأحوال.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أساليب و حيل الأعداء و خصوصاً أمريكا، ملفتاً: إنهم لا يتقدمون دوماً بالتهديدات، ففي بعض الأحيان يتكلمون بابتسامات و حتى و بتملق، كأن يكتبوا مثلاً رسائل يقولون فيها تعالوا لنعالج المشكلات العالمية، و في مثل هذه الحالات قد تساور الإنسان بعض الوساوس بأن نستجيب و نتعاون مع قوى كبرى لحل القضايا الدولية، غافلين عن أن العدو ينشد أهداف أخرى في باطن الأمر.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: دعوة العدو للتعاون في حل القضايا العالمية تعني دعوة للمساعدة و لعب دور في لعبته و ساحته التي يرسمها لحل القضايا التي يريدها.

و كمصداق لذلك أشار سماحته إلى قضية سورية مردفاً: حين لم نبد استعدادنا للمشاركة في ما يسمّى التحالف الأمريكي في قضية سورية و ما شابه فالسبب هو أننا نعلم أنهم يريدون استخدام قوتنا و نفوذنا و سائر البلدان لتحقيق أهدافهم.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم في تنبيه عميق المغزى: مثل هذه الأعمال التي لا تتعارض في ظاهرها مع الاستقلال هي على الصعيد العملي ملء لجدول أعمال الأعداء، و هي في الواقع على الضد من الاستقلال.

و في معرض بيانه للشعبة الثانية من مؤشر الاستقلال، شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على الأهمية الفذة للاستقلال الثقافي منوهاً: الثورية تعني اختيار أسلوب الحياة الإيراني الإسلامي و الاجتناب الجاد لتقليد الغرب و الأجانب.

و في هذا السياق اعتبر سماحته الأدوات الحديثة في الفضاء الافتراضي أدوات لهندسة المعلومات و سيطرة الغرب على ثقافة الشعوب، مردفاً: طبعاً يمكن لهذه الأدوات أن تكون مفيدة، و لكن ينبغي سلب سيطرة العدو منها، و التصرف بحيث لا يتحول الفضاء الافتراضي إلى وسيلة لنفوذ العدو و هيمنته الثقافية.

و الاستقلال الاقتصادي بمعنى عدم الذوبان في الهاضمة الاقتصادية للمجتمع العالمي نقطة أخرى ذكرها قائد الثورة الإسلامية المعظم في شرحه للمؤشر الثالث من مؤشرات النزعة الثورية، أي الالتزام بالاستقلال الشامل للبلاد.

و أضاف يقول: قال الأمريكيون بعد المفاوضات النووية إن التعامل النووي مع إيران يجب أن يؤدي إلى دمج الاقتصاد الإيراني في المجتمع العالمي، ومعنى هذا الكلام أن تذوب إيران في الخطة و النظام الذي يرسمه الرأسماليون، و غالبهم من الصهاينة، للاستيلاء على المصالح المالية في العالم.

و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: كان الأمريكان يسعون من وراء الحظر إلى شل الاقتصاد الإيراني، و الآن حيث أفضت المفاوضات إلى نتائج معينة يريدون ابتلاع الاقتصاد الإيراني في هاضمة الاقتصاد العالمي الذي تتزعمه أمريكا.

و أعلن آية الله العظمى السيد الخامنئي أن الاقتصاد المقاوم هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقلال الاقتصادي مردفاً: لحسن الحظ فإن الحكومة طبقاً لتقاريرها بدأت أعمالاً و خطوات في سنة «الاقتصاد المقاوم، المبادرة و العمل»، و إذا سارت بنفس القوة و الزخم فإن الشعب سيشهد آثار ذلك يقيناً.

و لفت سماحته قائلاً: في كل القرارات الكبيرة و جميع الأعمال بما في ذلك إبرام العقود مع البلدان الأخرى يجب أخذ الاقتصاد المقاوم بنظر الاعتبار.

و انتقد آية الله العظمى السيد الخامنئي الذين يعتبرون الازدهار الاقتصادي منوطاً فقط بالاستثمار الأجنبي، قائلاً: اجتذاب الاستثمارات الخارجية أمر حسن وضروري لكن الأهم من ذلك تنشيط و تفعيل إمكانيات البلاد الداخلية، و يجب عدم إناطة كل شيء باجتذاب الاستثمارات الخارجية.

و نبّه سماحته من نفس الزاوية في خصوص التقنيات الحديثة و المتطورة قائلاً: إذا منحت البلدان الأجنبية هذه التقنيات فهذا جيد، و لكن حتى لو لم تمنحها، فإن الشباب الذين جعلوا إيران العزيزة ضمن البلدان العشرة الأولى في مجالات النانو و الطاقة النووية و غيرها من المجالات، سوف يأمّنون بالتأكيد و في حال البرمجة و التخطيط الصحيح التقنيات التي يحتاجها البلد.

ثم عرّج قائد الثورة الإسلامية المعظم على تبيين المؤشر الرابع من مؤشرات النزعة الثورية، و هو «التحسس من العدو».

و أكد سماحته في هذا المضمار: ينبغي كما هو الحال في ساحة الحرب رصد و تحليل كل حركة من حركات العدو و معرفة أهدافه، و إعداد المضادات اللازمة لكل سمّ محتمل من سموم نشاطات العدو.

و انتقد سماحة سماحة آية الله الخامنئي الذين يغضون طرفهم عن العداءات العلنية و المتكررة لأمريكا و يسمون التحدث عن العدو بأنه «توهم مؤامرة» مردفاً: إنكار حالات العداء العميقة و المستمرة و الواضحة التي تبديها أمريكا ضد الجمهورية الإسلامية و شعب إيران مؤامرة لخفض درجة الحساسية مقابل الشيطان الأكير.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم خصومة أمريكا مع الثورة حالة ذاتية مضيفاً: يعبّر نظام الهيمنة عن طبيعته بإشعال الحروب و دعم الإرهاب و قمع التحرريين و ممارسة الظلم و الجور ضد المظلومين الفلسطينيين، و النظام الإسلامي لا يمكنه إهمال هذا القمع و الصمت عنه.

و عدّ قائد الثورة الإسلامية المعظم دعم أمريكا المباشر للبلد المعتدي على الشعب اليمني مشاركة في قصف و تقتيل الناس الأبرياء مؤكداً: طبقاً لتعاليم الإسلام لا يمكن السكوت على هذه الجرائم.

و أكد سماحة آية الله الخامنئي في نوع من التلخيص لهذا الجانب من حديثه: أي فرد و أي تيار يعمل للإسلام و باسم الإسلام إذا وثق بأمريكا يكون قد ارتكب خطأ كبيراً و سوف يتلقى الضربات و الآثار السلبية لذلك.

و لفت سماحته: في هذه الأعوام الأخيرة تعاونت بعض التيارات الإسلامية في المنطقة مع الأمريكيين تحت مسميات «العقل السياسي» و «التكتيك» لكنها الآن تعاني من تبعات ثقتها بالشيطان الأكبر.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي البريطانيين عدواً آخر من الأعداء الخبثاء حقاً للشعب الإيراني مردفاً: لم يقلع البريطانيون أبداً عن التخبيث ضد الشعب الإيراني.

و تابع سماحته: مواصلة لهذه العداءات راح الجهاز الإعلامي للحكومة البريطانية و في ذكرى الإمام الخميني الكبير الطاهر، و بمساعدة الأمريكيين وتزييف الوثائق، راح يبث الدعايات ضد إمام الشعب الإيراني الإمام الخميني الراحل.

و عدّ قائد الثورة الإسلامية المعظم الكيان الصهيوني المشؤوم بموازاة أمريكا و بريطانيا عدواً آخر لشعب إيران، مؤكداً: ينبغي التحسس مقابل الأعداء، والاحتياط حيال أي اقتراح منهم بما في ذلك الوصفات السياسية و الاقتصادية، و إذا كانت هذه الحساسية فستتبعها حالة عدم التبعية لهم، و هذا هو الجهاد الكبير.

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في معرض بيانه للمؤشر الأخير من مؤشرات الحالة الثورية، أي التقوى الدينية و السياسية: التقوى الدينية معناها السعي و المراقبة لتحقيق كل الأهداف التي رسمها الإسلام للمجتمع و طالبه بها.

و استطرد سماحته: في هذا المجال ينبغي عدم الاعتماد على الحسابات العقلانية الصرفة، لأن متابعة هذه الأهداف تكليف ديني، و كل من يفصل الإسلام عن المجالات الاجتماعية و السياسية لم يعرف الدين الإسلامي المبين.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية: إذا تحققت التقوى الدينية فستتحقق التقوى السياسية التي تصون الإنسان من المزالق السياسية و الإدارية.

و كان الجانب الأخير من كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم أمام حشود الجماهير المجتمعة بمناسبة ذكرى رحيل الإمام الخميني، عدة توصيات مهمة أولها «التركيز على الإمام الخميني باعتباره نموذجاً كاملاً».

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الصدد: في خارطة الطريق التي تم بيانها و رسمها اليوم يقف الإمام الخميني في الدرجات الأعلى بالنسبة لكل مؤشر، و ينبغي التركيز عليه و الاهتمام به كنموذج كامل.

و أوضح سماحته أن التأمل و التعمق المستمر في «صحيفة الإمام الخميني» و وصيته، و مصاحبة أقواله و مواقفه و الأنس بها، طريق لجعله نموذجاً، وهذا ما أوصي به الجميع و لا سيما الشباب.

و كانت توصية السيد الخامنئي الثانية «عدم نسيان التجربة الناتجة عن المفاوضات النووية».

و أكد سماحته: تعلمنا هذه التجربة أننا حتى لو تنازلنا أمام أمريكا فإنها لن تقلع أبداً عن دورها المخرب.

و ألمح سماحة آية الله الخامنئي إلى مفاوضات 5 + 1 و حتى المفاوضات المنفصلة مع أمريكا حول الشأن النووي، مردفاً: بمساعي أخوتنا النشطين وصلت المفاوضات إلى نقاط مشتركة، لكن الأمريكان أخلفوا عهودهم لحد الآن في العمل بالتزاماتهم، فهم نكثوا العهود و انقلبوا.

و أضاف سماحته: الكثيرون كانوا يعرفون سلوك أمريكا هذا قبل المفاوضات النووية و كانوا يخمّنونه و يحتملونه، و لكن لم يكن البعض يعلمون ذلك، فعليهم الآن أن يعلموه.

و شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم قائلاً: لو تفاوضنا على فرض المحال مع أمريكا حول أية قضية من القضايا بما في ذلك حقوق الإنسان و القدرات الصاروخية و الإرهاب و لبنان و فلسطين أو أية قضية أخرى، و تنازلنا عن مبادئنا و مواقفنا، فإنها لن تتنازل و ستتابع أهدافها بعد الابتسامات و الكلام.

و كانت التوصية الثالثة لقائد الثورة الإسلامية المعظم هي الاتحاد بين الحكومة و الشعب.

و أوضح سماحته: أي فرد و في مراحل و فترات مختلفة قد يرتاح للحكومة أو لا يرتاح، و هذا لا إشكال فيه، و لكن يجب في كل الأحوال عدم المساس باتحاد الشعب و الحكومة.

و قال سماحة آية الله الخامنئي : طبعاً لا إشكال في انتقاد الحكومة و المطالبة منها، و هذا لا يتنافى مع الوحدة، و لكن كما أوصيت في أزمنة كل الحكومات، يجب الحذر من حدوث نقار و كدر، و ينبغي أن يكون الجميع متكاتفين متعاطفين مقابل التهديدات و الأعداء.

و أكد سماحته على وحدة السلطات الثلاث مردفاً: الوحدة لا تتنافى مع عمل السلطات بواجباتها القانونية، و لكن ينبغي عدم المساس بتعاطف السلطات وانسجامها بواسطة المشاعر الشخصية أو الفئوية.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: ينبغي اجتناب الأقوال التي تؤدي إلى حالات استقطاب و خصام و فصام، حتى يرى العدو إيران كلها متلاحمة.

و كانت التوصية الرابعة لقائد الثورة الإسلامية المعظم النظر لمواجهة أمريكا على أنها جبهة.

و أوضح سماحته: أمريكا طبعاً هي في مركز هذه الجبهة، لكن امتدادات هذه الجبهة تصل إلى أماكن أخرى و حتى إلى داخل البلاد، و ينبغي مراقبة و رصد نشاطات كل الشعب الخفية و العلنية لهذه الجبهة.

و كانت التوصية الخامسة لقائد الثورة الإسلامية المعظم في مراسم الذكرى السابعة و العشرين لرحيل الإمام الخميني (رحمة الله عليه) هي الإبقاء على الخطوط الفاصلة عن الأعداء واضحة مميزة.

و شدد سماحته: بعض التيارات الداخلية تغفل عن هذه الضرورة و لم تحافظ على الخطوط الحدودية الفاصلة، فضعفت خطوطها الفاصلة، و لكن يجب الحذر من اضمحلال أو ضعف الخطوط الحدودية الفاصلة عن أعداء الثورة و الإمام الخميني و الشعب.

و كانت التوصية الأخيرة لآية الله العظمى السيد الخامنئي للشعب و المسؤولين: ثقوا ثقة كاملة بوعد الله بالنصر، و اطمئنوا بأن المستقبل سيكون على الرغم من أنف الأعداء لصالح الشعب و الشباب في إيران.

قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم تحدث في هذه المراسم حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن الخميني سادن المرقد الطاهر للإمام الخميني (رحمة الله عليه) معتبراً الثورة الإسلامية ثورة إلهية و شعبية، و أضاف: التوفر على الهداية الإلهية و العزة و المودة و الرحمة و الوحدة و النصرة الإلهية و الإسناد الشعبي من الخصوصيات النادرة للحركة التاريخية العظيمة للإمام الخميني، و هذه الحركة و المجاهدة الكبرى استمرت بعد رحيل الإمام الخميني (رحمة الله عليه) أيضاً على أفضل نحو بانتخاب بديل لائق له.

 

700 /