موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
    • المقدمة
    • الحكومة في نهج البلاغة
      • الحكومة في نهج البلاغة
      • مفهوم الحكومة
      • ضرورة الحكومة
      • منشأ الحكومة
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        منشأ الحكومة

        المسألة الثالثة تتعلق بمنشأ الحكومة. ففي الثقافة الإنسانية الرائجة في الماضي والحاضر، كان منشأ الحكومة هو القوة والسلطة. وكانت جميع الفتوحات العسكرية لهذا الغرض. وجميع الأسر الحاكمة التي حلت مكان أسر حاكمة أخرى، جاءت إلى الحكم بهذه الطريقة. فالاسكندر الذي فتح إيران، والمغول الذين اجتاحوا هذه المناطق، لم يكونوا سوى تعبير عن هذه الحالة.
        فالمنطق السائد كان أننا طالما نقدر على التقدم والسيطرة فلنتقدم ولنقتل. وفي مسيرة التاريخ كانت التحركات التي تصنع تاريخ الحكومات تدل على هذه الثقافة. فقد كان رأي الحكام وكذلك المحكومين أن ملاك ومنشأ الحكومة هو القدرة والسيطرة. وبالطبع في ذلك الوقت الذي كان الملك يريد تولي العرش لم يكن يصرح بأن القوة والقهر هي منشأ حكومته. حتى جنكيز خان المغولي، فإنه عندما اجتاح إيران، كان هذا الأمر بالنسبة لأنصاره وأتباعه أمراً معقولاً.
        وفي عصرنا الحالي، نجد القوى العظمى أيضاً تتبع نفس ذلك المنطق. فأولئك الذين يسوقون الدول بالقهر والقوة، وأولئك الذين يدخلون إلى بيوت الشعوب التي تبعد عنهم آلاف الكيلومترات، وأولئك الذين يتحكمون بمصائر الشعب ويسلبونها الإرادة والحرية، وإن كانوا لا يتفوهون بأن منشأ حاكميتهم هو القوة، إلا أنهم يطبقون ذلك عملياً. وهذه الثقافة، وإن كان هي الغالبة، إلا أنه يوجد إلى جانبها آراء أخرى. فأفلاطون كان يرى أن ملاك الحكم والحكومة هو الفضل والفضيلة، أي يقول "بحكومة الأفاضل" أو الصالحين. ولكن هذا الرأي كان حبراً على ورق وبحثاً للمدارس فقط.
        وفي عالمنا المعاصر، تعد الديمقراطية التي هي إرادة الأكثرية، ملاك ومنشأ الحكومة. ولكن من هو الذي لا يعلم أن عشرات الأساليب الرذيلة هي التي تستخدم من أجل سوق إرادة الناس باتجاه إرادة المتسلطين والمقتدرين. لهذا يمكن في جملة واحدة القول ان في ثقافة البشر السائدة، من البداية وحتى اليوم وحتى تحكم الثقافة العلوية وثقافة نهج البلاغة حياة البشر، فإن منشأ الحاكمية هو القوة والتسلط، وسيبقى ولا غير.
        وفي نهج البلاغة، نجد أمير المؤمنين "عليه السلام" لا يعتبر ما مر منشأ الحكومة، والأهم أنه "عليه السلام" قد أثبت ذلك عملياً. فعند الإمام علي "عليه السلام" المنشأ الأساسي للحكومة، هو مجموعة من القيم المعنوية.
        فالذي ينبغي أن يحكم الناس ويتولى أمورهم ينبغي أن يتمتع بخصائص معينة. فانظروا في كتبه ورسائله إلى معاوية وطلحة والزبير وعماله وأهل الكوفة ومصر. فقد كان يعتبر الحكومة والولاية على الناس ناشئة من القيم المعنوية. ولكن هذه القيم المعنوية لا تكفي لوحدها ليصبح الإنسان في الواقع حاكماً وولياً، بل إن للناس هنا دوراً حيث تعتبر "البيعة" مظهراً له.
        ولأمير المؤمنين "عليه السلام" تصريحات عديدة فيما يتعلق بالمسألتين، منها ما كتبه للمعارضين لحكومته وأشرنا إلى ذلك سابقاً، ومنها في خطبه التي ذكر فيها أهل البيت وبيّن فيها القيم المعنوية التي تمثل ملاك الحكومة. ولكن هذه القيم ــ كما قلنا ــ لا تكون سبباً لتحقق الحكومة، بل أن بيعة الناس في ذلك شرط:
        "إنه بايعني القوم الذي بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً كان ذلك لله رضى".

      • الحكومة حق أم تكليف؟
    • نظرة إلى خصائص عصر حكومة علي (عليه السلام)
    • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة في العالم الإسلامي
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /