موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
    • المقدمة
    • الحكومة في نهج البلاغة
      • الحكومة في نهج البلاغة
      • مفهوم الحكومة
      • ضرورة الحكومة
      • منشأ الحكومة
      • الحكومة حق أم تكليف؟
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        الحكومة حق أم تكليف؟

        إن المسألة الأخرى التي تحوز على أهمية فائقة من نهج البلاغة هي هل ان الحكومة حق أم تكليف؟ وقد بين أمير المؤمنين "عليه السلام" في كلام مختصر ووجيز أن الحكومة حق وتكليف أيضاً. فليس كل ما توفرت له ظروف تولي أمور الناس. واستطاع أن يحصل على مقام واه، بشكل أو بآخر ــ كالاعلام أو الأساليب التي يرفعها طلاب الزعامة جيداً، ويستطيعون من خلالها جذب الناس إليهم ــ فإنه يحق له الحكم. فعندما تكون الحكومة حكومة الحق، فهذا يعني أن هذا الحق متعلق بالأشخاص محددين، ولا يعني ذلك طبعاً أن هناك طبقة متميزة. لأن الجميع في المجتمع الإسلامي يمكنهم أن يكسبوا تلك الفضائل. نعم، في العصر الذي تلى وفاة النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" كانت المرحلة استثنائية. أما نهج البلاغة فإنه يبين القضية بصورتها العامة، ويشير إلى هذا الحق مرات عديدة. ويقول الإمام "عليه السلام" في أول خلافته وحكمه في الخطبة المعروفة بالشقشقية: "وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير".
        وحول ذلك اليوم الذي شكلت فيه شورى الستة قبل بيعة عثمان، يقول "عليه السلام": "لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري".
        فالإمام يعتبر أن الحكومة حق. هذا الأمر واضح في نهج البلاغة. ولكن الإمام يقول بعدها مباشرة:
        "ووالله لأسلِّمن ما سلِمت أمر المسلمين ولم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة".
        ونفس هذا البيان قد صدر حول بداية حكومة أبي بكر وفي ذلك الوقت، حيث يقول "عليه السلام":
        "فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام".
        أي أنني أول الأمر لم أسلّم ولم أبايع، ولكن عندما رأيت تلك الحوادث التي كادت تجر على الإسلام والمسلمين المصائب العظمى، لم يكن الأمر قابلاً للتحمل بالنسبة لي، فتركت حقي بالولاية. إذاً، فإن أمير المؤمنين "عليه السلام" يرى الولاية حقاً، وهذا ما لا يمكن إنكاره.
        من المناسب أن ينظر جميع المسلمين إلى هذه القضية بعين واقعية. فهذا الأمر ليس له دخل بالجدال الذي يحصل أحياناً بين الشيعة والسنة. فنحن اليوم نعتقد أن على الشيعة والسنة أن يكونوا معاً، ويعيشوا معاً، وأن يعتبروا الأخوة الإسلامية أهم من كل شيء، وهذا أمر حقيقي. إن التفاهم والاتحاد يعد اليوم تكليفاً، ولقد كان دوماً كذلك. أما البحث العلمي والاعتقادي في نهج البلاغة فإنه يدلنا على هذه الحقيقة، ونحن لا نستطيع أن نغمض أعيننا ولا نرى ما يظهر في نهج البلاغة بوضوح. فهذا ما يراه أمير المؤمنين "عليه السلام" حقاً، وكذلك كان يعده تكليفاً. ففي ذلك اليوم الذي أحاط الناس بالإمام علي "عليه السلام" حتى:
        "فما راعني إلاّ والناس كعرف الضبع إلي، ينثالون علي من كل جانب حتى لقد وطى الحسنان وشق عطفاي".
        فالناس اندفعوا بشوق ولهفة إلى الإمام علي "عليه السلام" يريدونه أن يكون لهم. ولم يكن أمير المؤمنين "عليه السلام" يرى للحكم شأناً واقعاً. فالحكومة عنده ليست هدفاً، كما سيتضح في البحث الثاني. ولكن مع كل ذلك، قبل الحكم بعنوان التكليف الإلهي، ووقف ودافع عنه:
        "لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ... لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها".
        ولقد كان يقول مؤكداً:
        "دعوني والتمسوا غيري".
        ولكنه عندما رأى أن الأمر أصبح تكليفاً، وأن الأرضية مستعدة، وهو قادر على القيام بهذا الدور العظيم والأساسي، قبل ... فهل كانت الحكومة عند الإمام علي "عليه السلام" هدفاً أم وسيلة؟ إن الخط الأساسي الفاصل بين حكومة الإمام علي "عليه السلام" وحكومة الآخرين هو أن علياً "عليه السلام" لم يكن يرى الحكومة هدفاً، بل وسيلة لأجل الوصول إلى الأهداف المعنوية.
        على المحققين، أن يلتفتوا إلى قدر نهج البلاغة بالنسبة لهذا الزمان. ونحن في الحقيقة إذا كنا اليوم نحتفل بألفية نهج البلاغة (مرور ألف عام على نهج البلاغة)، ينبغي أن نعلم أن هذا الكتاب العزيز كان من هذه الألف سنة على الأقل تسعمائة وخمسين سنة في عزلة وانزواء. فغير العلماء والخواص، لم يكن أحد يعمل عنه سوى الاسم. وأول ترجمة ظهرت على يد مترجم عالم محترم جعل هذا الكتاب بمتناول أفهام الجميع وهو السيد علي نقي فيض الإسلام. وإنني أكن له تقديراً خاصاً واعتبر عمله عملاً مهماً.
        وشيئاً فشيئاً، نزل هذا الكتاب إلى ميدان الحياة، ووصل إلى أيدي الناس. ولم يكن الناس يعرفون نهج البلاغة، وإنما كانوا يسمعون منه بعض الكلمات، وأكثرها في ذم الدنيا وقسم قليل في الأخلاق والباقي لا شيء. ومن بعدها أصبح في متناول الأيدي وصنفت حوله الشروح، والتحليلات بعنوان الشروح. وكل ذلك مورد تقدير، ولكن في مقابل العظمة التي لهذا الكتاب فلا يوجد شيء يذكر.
        علينا اليوم أن نرجع إلى نهج البلاغة، وعلى الفضلاء والعلماء أن يقوموا بما يلزم، ولكن لا ينبغي للشباب أن يقفوا منتظرين للأساتذة والفضلاء وأهل العلم والأدب.
        يجب أن يؤخذ "نهج البلاغة" بأبعاده المختلفة، ولهذا علينا أن نقيم الاجتماعات واللقاءات.

    • نظرة إلى خصائص عصر حكومة علي (عليه السلام)
    • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة في العالم الإسلامي
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /