موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
    • المقدمة
    • الحكومة في نهج البلاغة
    • نظرة إلى خصائص عصر حكومة علي (عليه السلام)
    • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة في العالم الإسلامي
      • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة
      • أهمية قفدم نهج البلاغة
      • أهل التأويل والالتقاط
      • القرآن ونهج البلاغة
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        القرآن ونهج البلاغة

        إن هذا الكتاب عندما يوضع إلى جانب القرآن، فإنه يعد تالي القرآن. فليس لدينا كتاباً آخر له هذا المستوى من الاعتبار والجامعية والأقدمية. لهذا فإن إحياء نهج البلاغة ليس وظيفتنا نحن الشيعة فقط، بل هو وظيفة جميع المسلمون. أي أنّ كل من يقبل بعلي بن أبي طالب "عليه السلام" وهو مسلم ــ لأنه لا يوجد من المسلمين من لا يقبل هذا العظيم ــ فعليه أن يحي نهج البلاغة بعنوان كونه تراثاً لا نظير له في الإسلام. وليس هذا الإحياء في كثرة طباعته، فقد حصل هذا، بل بمعنى العمل والتحقيق في مجاله، كما حصل هذا الأمر في مجال القرآن الكريم، حيث أُعدِّت التفاسير الكثيرة، وكذلك في علوم القرآن. ومثلما يُقرأ القرآن ينبغي أن نقرأ نهج البلاغة، لأنه تالي القرآن. ومثلما يعتبر المسلمون أنفسهم مكلّفين بإيجاد رابطة عميقة مع القرآن، ويعدوّن الجهل به منقصة، كذلك ينبغي عدّ الجهل بنهج البلاغة نقصاً.
        النقطة الأخرى الفائقة الأهمية، وهي برأيي تكليف على الجميع، أن نتعرف جيداً على موقع صدور هذه الكلمات وأحوال قائلها، وأن نعلم أنّ هذه المعرفة والوعي هما علاج شاف وسريع بالنسبة للكثير من أمراض مجتمعنا. لأننا عندما نطالع في حال قائل هذه الكلمات، نجد أنه ليس إنساناً عادياً، بل له خاصيتان تجعل كلامه من هذا المنطلق كلاماً استثنائياً. إحدى هاتين الخاصيتين هي حكمته، والأخرى حاكميته. فهو "عليه السلام" أولاً حكيم ومن الذين {يؤتي الحكمة من يشاء}.[۱] فقد أوتي الحكمة الإلهية حيث عرف العالم والإنسان وحقائق الخلقة ودقائق الوجود. فهو الحكيم، الذي له اطّلاع على حقائق الوجود. وهذا الاطّلاع ــ عند من يعتقد بأنه إمام معصوم ــ قد حصل بالإلهام الإلهي، وباعتقاد الذين لا يرون عصمته قد حصل عليه بتعليم الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" ومن الإسلام. وعلى كل حال فلا يشك أحد بأنه إنسان بصير وحكيم استفاد من حكمة الأنبياء واطّلع على حقائق الخلق وخزائن الله. فهذه هي الخاصية الأولى له. والخاصية الثانية هي أنه كان "عليه السلام" في زمان خاص حاكم المجتمع الإسلامي ويتحمل مسؤولية الحكومة. ومن هاتين الخاصيتين كان الكلام ينبعث ليفوق الحكمة العادية، ويجعله متميزاً ببعد إضافي.
        ولكن حقاً، ما هو كلامه؟ وماذا كان يقول في كلماته؟ بماذا نطق هذا الأمير الحكيم الذي حكم المجتمع الإسلامي؟ من البديهي أن حديثَه سيكون مطابقاً للحاجات، وأنه سيقول ما يمثل حاجة قطعية في تلك المرحلة من تاريخ الإسلام. وليس من الممكن أن يقول غير ذلك. ليس من المتصوَّر أن يصف هذا الطبيب الحاذق المشفق علاجاً ودواءً لا يحتاج إليه المريض. لهذا سنجد في هذه الوصفة الطبية لأمير المؤمنين "عليه السلام" شيئاً آخر. فما هو؟ إنه وضع المجتمع الإسلامي في ذلك الزمان.
        ولن نجد تأويلاً وتفسيراً ناطقاً بهذا القدر. ولن يكون هناك تقرير دقيق بهذا المستوى، بحيث يبيّن لنا أوضاع وظروف المجتمع في ذلك الزمان، كما بيّنه لنا علي بن أبي طالب "عليه السلام". إننا نعيش اليوم في عصر نميل إلى تشبيهه بعصر صدر الإسلام، أي الولادة الجديدة للإسلام. فذلك العصر هو الولادة الأولى، وهذا العصر هو الولادة الثانية. وفي ذلك العصر كانت أحكام الإسلام تطبّق، ونحن اليوم نتّجه نحو تطبيق هذه الأحكام. وفي ذلك الزمان كان أعداء الإسلام أي أعداء هذه المعارف والأحكام مخالفين للمجتمع النبوي، وهؤلاء الذين يخالفون الثورة الإسلامية ليسوا مخالفين للجمهورية الإسلامية، بل للإسلام وليس الإسلام بالاسم، بل روحه وواقعيته. وليس هذا بالأمر البسيط. ومن الطبيعي أن يخالفوا، لأنهم مستكبرون ومتسلطون ومستغلون وعنصريون ومحقِّرون للقيم الإنسانية ومتآمرون على القيم الإنسانية، ينفون القيم الإلهية. فلو لم يخافوا من الإسلام لَكُنَّا تعجبنا. لأنهما ضدان. وهذه الخصوصية كانت موجودة في ذلك الزمان أيضاً.


        [1] سورة البقرة، الآية 269.

      • بيان الأمراض وعلاجها
      • حب الدنيا (الدنيوية)
      • محاربة قبول التكبَر
      • أهمية الإفشاء
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /