موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
    • مقدمة
    • الفصل الأول
      • أهمية دور الفن والأدب
      • المحتوى وإسلامية الأعمال الفنية
      • متانة الشكل الفني
      • الفن فـي ظل الحكم الطاغوتي
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        الفن فـي ظل الحكم الطاغوتي

        مظلومية الفن:
        كان الفن في العهد السابق مظلوماً، لأنهم عزلوه عن القيم والأهداف الإنسانية، فلقد أقاموا حكمهم على الترهيب والترغيب، وكانوا محتاجين لوسائل تعينهم على إبقاء عرشهم وسلطتهم؛ وكان الفن مسخّراً لخدمة أهداف السلطويين والذين يكنزون الذهب (الأثرياء)، فاستخدموه أداة لتسويغ مسلكهم وسلوكياتهم كلما احتاجوا لذلك وحرية ضد القيم الأصيلة ووسيلة للتخدير والتضليل على كل حال.
        والحالة الوحيدة التي يكون فيها الفن في خدمة الأصول والقيم الحقيقية، هي أن يجتمع في الفنان الإيمان والجرأة، وهذه كانت حالة يندر تحققها واستمرارها(28).  

        الثورة الإسلامية وتحرير الفن:
        لقد حررت الثورة الإسلامية الفن من أغلال الظلم، ولكن إزالة سلاسل الثقافة الغربية المنحطة والغاوية عن أعناق الذين اصطبغوا وتعلّقوا بها أمر صعب، ومن قيود هؤلاء الفنانين الذين تربَّوا في ظل نظام الظلم الملكي المنحط، لذا يجب اعتبار الفن الذي نما في بوتقة القيم الطاغوتية بأنه خطر مهدِّد(29).  

        استخدام الفن لمحاربة الإسلام:
        في فترة أواخر الثلاثينات وعلى مدى عقد الأربعينات(30) ـ وهي الفترة التي شهدت توجه النشاط المسرحي والسينمائي إلى الامتزاج باتجاهات يسارية أيضاً ـ ازداد وضوح ظهور المشاهد المضادة للدين فيه. والجدير بالعلم هو أن السلطة المتجبّرة عمدت ـ بعد تأجج شعلة نهضة العلماء في سنة 1341 هـ.ش (1962م) ـ إلى تأييد أي تحرك مضاد للدين حتى لو كان يسارياً، وذلك بهدف استغلاله لمواجهة انتشار الإسلام الثوري بين جيل الشباب(31).  

        غربـة الفـن:
        على مدى الأعوام التي سبقت أنت صار الثورة كان الفن يعيش نوعاً من الغربة لأنه لم يكن في محلّه ومجراه الأصلي، ولا أقصد أننا لم يكن لدينا فن شعبي أصلاً، ففي كل حال يوجد مَن يُنفقون ما عندهم في محلّه الصحيح، ولكن الوضع العام للفن في المجتمع لم يكن كذلك بل كان في خدمة أصحاب السلطة والحكام... وكانت كافة وسائل وأدوات العمل الفني ومصادر الإبداع الفني لدى بني الإنسان وفي كل مكان ومن كل صنف ونوع تحت سيطرة السلطات(32).  
        عندما وقعت الثورة تبدّل كل شيء وفي كل مجال، وبضمنها العمل الفني، ولنتجاوز عن تلك العدة من الفنانين، الذين ظلوا محجمين عن مواكبة حركة الشعب، والعمل في خدمته وإدراك أهدافه وآماله ومطالبه أولاً ثم الاستجابة لها ثانياً(33).  

        الفن المعادي للشعب:
        محفوظ للشعب دوماً حق مسائلة بعض الأدباء الأدعياء عن سر انفصالهم عنه في تلك الأيام التي لم يكن هناك أي حاجز بينهم وبين هذا الشعب الرحيم والمقدِّر للمبدعين في وطنه؟! ما هو نقصهم الذي جعلهم يحجمون عن قول شيء في تلك الأيام التي شهدت تلك التحركات الإنسانية العظيمة لأبناء جلدتهم والتي أجبرت العالم أجمع على الإعراب عن الإعجاب والتمجيد؟ وما الذي دعا بعض مدّعي الأدب إلى الخطابة والكتابة خلافاً لقناعات ومطالب شعبهم؟(35).  
        لا ريب أن الشعر والأدب والفن قد استخدم ـ وكسائر مظاهر جمال الحياة ـ لخدمة الحكام والطواغيت، في ظل وساوس الترهيب والترغيب، وبما يجلب الأضرار لخلق الله، ويخدم أهواء أرباب السلطة والثروة. ولكن وعلى الرغم من هذه المظاهر القبيحة التي ألصقها الأشرار ومعلمو السوء بوجه هذه الموهبة السماوية فإنهم لن يستطيعوا أبداً تدمير لطفها وقيمتها الحقيقية؛ فلم يستطع الذيـن فتحـوا أفواه المدح للظالمين على مدى التاريخ، أو الذين اتخذوا الشعر وسيلة لترويج الفساد وأداة للقبح والرذيلة، أن يسحقوا كرامة الشعر، بل إن ما قاموا به هو فضح أنفسهم(36).  

        التشجيع المخادع:
        في السابق لم يكن تشجيع الشعر والأدب أكثر من خدعة، فهو تشجيع لم يكن يشمل سوى الذين كانوا على استعداد لفرش "تلك الحلّة المغزولة من القلب والمحاكة بالروح" تحت أقدام الجبارين واستجلاب قلوب آلهة السلطة والذهب باستغلال هذه الموهبة الإلهية القيّمة... وثانياً إن أيدي الترهيب والترغيب والتضليل قد أغلقت العيون عن رؤية الآفاق الجميلة النيّرة التي أقيم عليها المفهوم الإلهي للمجتمع وللإنسان(37).  
        إن الشاعر والأديب والفنان، القادر على رؤية الحقائق بعينه البصيرة ورؤيته الدقيقة ثم تحويلها في "مصنع" ذهنه الخلاّق إلى شكل بديع وعرضه على بني الإنسان، كان يرى (في العهد السابق) أن الواقع الحياتي لمجتمعه مليء بالتوافه والفساد والظلم والعدوان والشقاء والجهالة والعصبية الجاهلية والتطلعات الحقيرة وأماني الغفلة والأوهام، وكان يرى أن المال والشهوات الجنسية والترف الحيواني هي أكثر البضائع مرغوبية في قيم ذلك النظام... وكان الشاعر والأديب والفنان مجبوراً على الخضوع لذلك والاستسلام أو الاعتزال أو الانسياق إلى الاتجاه الذي كانت تريده السلطة السياسية؛ وكان هناك كثيرون ممن لم يقبّلوا صراحة أيدي السلطويين، لكنهم كانوا يكتحلون عملاً بغبار طريقهم!! ولذلك كان حال الشعر والأدب والفن في العهد السابق باعثاً ـ حقاً ـ للأسف والأسى والحسرات(38).  
        لقد لوثت الأيدي الخبيثة آلاف الينابيع المتفجرة ليس فقط في عهد حكم الظلم الملكي ـ وهو الذي مثّل ذروة المحنة والمصاب ـ بل على مدى قرون طويلة.
        نحن شعب لا نقلّ في جانب المواهب الفنية عن سائر الشعوب الأخرى وعلى حد اطلاعي على القضايا الأدبية والفنية أرى أن لنا سابقة طويلة، والمضامين الموجودة في أشعارنا وقصصنا وبعض المجالات الأدبية والفنية الأخرى، ومنذ قديم أزمان شعبنا وبلدنا، هي مضامين سامية... وحتى في عصرنا، وفي عهد المحنة العظمى للشعب الإيراني حيث جاؤوا بالنظام الملكي البهلوي، ونهبوا كل شيء، كنا نرى مواهب قوية للغاية في مجالات الشعر وكتابة القصة والأفلام والتصوير وغيرها.. ولكن أيدي الناهبين الملوثة لوثت هذه الينابيع، بحيث أنها لم تعد تروي الظمأ وتشفي الجرح، بل وأكثر من ذلك أصبحت سامة قاتلة(39).
        .... وهناك أيضاً أفكار غير إسلامية ومعادية للإسلام، أمثال التي دخلت آدابنا خلال الأربعين أو الخمسين عاماً المنصرمة، وبعضها ماركسية، وبعضها معادية للإسلام مباشرة ولها ميول للثقافة الغربية والتحديث الغربي، كما هو حال بعض الأشعار التي أنشدها بعض شعراء أوائل هذا القرن (الهجري الشمسي) فقد أنشدوا أشعاراً حملت أفكاراً أرادوا ترويجها، وهي لا تحمل أي صبغة إسلامية، بل إن قسماً منها معادٍ للإسلام بصراحة... ويوجد اليوم أيضاً شعراء يتابعون نفس تلك المناهج.

        ** ** **

        إذاً، فالشعر الذي كان يحمل في ذلك العهد هدفاً ورسالة ما، كان خالياً من الروح الثورية الإسلامية، هذا إذا كان إسلامياً؛ أما إذا لم يكن كذلك فأمره واضح. وعليه، فلا يوجد بينها ما ينفع ثورتنا، وليس هو شعرها(40).


          (28) من رسالة للقائد إلى المؤتمر الأول للمسرح الجامعي (7/8/1987م).
          (29) تقارن العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين الميلادي.
          (30) المصدر السابق.
          (31) من رسالة القائد إلى المؤتمر الثاني للمسرح الجامعي (5/11/1986م).
          (32) من كلمة القائد في مراسم افتتاح مجمع "الأدب والفن في خدمة الحرب" (21/9/1984م).
          (33) المصدر السابق.
          (34) من بيان القائد إلى المؤتمر العام الرابع للشعر والأدب والفن (16/5/1983م).
          (35) من رسالة القائد إلى المؤتمر الأول للشعر والأدب الجامعي (18/12/1984م).
          (36) المصدر السابق.
          (37) المصدر السابق.
          (38) من كلمة القائد في مراسم افتتاح مركز الفكر والفن (6/3/1985م).
          (39) من حديث القائد مع أعضاء المؤتمر الثالث للشعر والأدب الجامعي في عموم إيران الذي أقامه "الجهاد الجامعي" (18/13/1986م).
          (40) من كلمة القائد الافتتاحية في مركز الفكر (6/3/1985م).

      • المهام الراهنة والمستقبلية
    • الفصل الثاني
    • الفصل الثالث
    • الفصل الرابع
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /