موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
    • قصة المحاضرة
      سهلة الطبع  ;  PDF

       

      قصة المحاضرة

        لهذه المحاضرة قصة..
        والقصة تبين مشهداً من مشاهد الساحة الايرانية قبل انتصار الثورة الإسلامية بكل ما كان فيها من نشاط إسلامي، ومن تحديات وعقبات.
        في شهر شوال سنة 1353 هجرية شمسية (1394هــ.ق) دقّ جرس الهاتف في منزل الأستاذ المحاضر بمدينة مشهد. كان على الخط الأستاذ الشهيد الدكتور محمد مفتح من طهران. بعد تبادل التحايا طلب الشيخ مفتح من صاحب المحاضرة أن يقدم الى طهران في يوم 25 شوال (يوم وفاة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام» ليلقي محاضرة عن الإمام الصادق.
        كانت ظروف صاحب المحاضرة صعبة آنذاك، بسبب زحمة الأعمال والدروس وكثرة المراجعات من جميع أرجاء ايران. كان يلقي المحاضرات في مسجد (الإمام الحسن) ثم في مسجد (الكرامة) في مشهد الواقعة شرق ايران، وينتقل منها الى غرب ايران ليحاضر في همدان وكرمانشاه. وفي مشهد يدرس التفسير ونهج البلاغة والحديث.. اضافة الى دروس تخصصية في الفقه وأصول الفقه.
        كل هذا كان يقوم به في ظروف ضاغطة جداً.. ظروف مالية صعبة، وظروف سياسية قاسية.. لقد كان يعيش في فقر مدقع دون أن يعلم بذلك أحد، ودون أن يشكو لأحد. والسلطة كانت تحصي عليه أنفاسه وتتابعه وتراقبه بشدة. اغلقت (مسجد الكرامة) في هذا العام بالذات، واكتفى بمسجده الصغير (مسجد الإمام الحسن) يواصل فيه نشاطه.. ثم اعتقلته في شتاء ذلك العام. وبذلك دخل سجنه الخامس في قصة يطول ذكرها.
        في مثل هذه الظروف جاء طلب الشيخ مفتح لإلقاء محاضرة عن الإمام الصادق (عليه السلام)، في طهران بمسجد (جاويد) حيث كان الشيخ مفتح يؤم الناس فيه.
        اعتذر صاحب المحاضرة عن الحضور للأسباب المذكورة، ولعلمه بوجود أساتذة يملأون الفراغ في طهران من مثل الشيخ مفتح نفسه، ولكن الشيخ اصرّ.. وأصرّ.. وما كان من المحاضر إلاّ الامتثال.
        بعد أيام دقّ جرس الهاتف ثانية، وكان الشيخ مفتح على الخط من طهران وقال:
        إن الشرطة منعت المحاضرة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
        تنفس الأستاذ المحاضر الصعداء، وأحس بالراحة وحمد الله على ذلك.
        ولكن الأستاذ مفتح ما لبث أن اتصل ثالثة وقال:
        لقد رُفع المنع والحمد لله، ولابد ان تحضر في الوقت المقرر. حاول السيد المحاضر أن يعتذر ولكن الشيخ قال له: لقد أعلنا نبأ المحاضرة في الجامعات. حاول المحاضر أن يتعلل بصعوبة الحصول على تذكرة الطائرة. لكن الشيخ أبدى استعداده لتوفيرها.. لابد من السفر إذن!
        في يوم القاء المحاضرة نفسه غادر مشهد، وقبل ساعات من بدئها وصل طهران واتجه مباشرة الى المسجد.
        فرح الشيخ كثيراً حينما رآه، وكان هو وما يقرب من مائتي شاب مستعدين للصلاة. وفي اثناء الصلاة التحق عدد آخر من الشباب فأصبحوا بضع مئات. وبعد دقائق تدفقت أفواج الطلبة فجأة على المسجد، بعد انتهاء الدروس في الجامعة.
        غصّ المسجد وفناؤه والزقاق المجاور له بالناس.. بدأ السيد الأستاذ يلقي محاضرته وبيده أربعون ورقة كتب فيها مذكرات ترتبط بالمحاضرة. واستمر يتحدث ويتحدث والجالسون منشدّون اليه، وكأن على رؤوسهم الطير. واستمرت المحاضرة 3 ساعات، وخلالها تناول بالبحث بضعاً من الورقات الأربعين التي أعدها مذكرات لمحاضرته. واختتم المحاضرة رافعاً الأوراق الأربعين الى الحاضرين مشيراً الى انه بيّن قليلاً من كثير مما أعدّه.
        ولم يمض طويلاً على هذه الحادثة اذ اعتقل الشيخ مفتح ومنع من الصلاة في مسجد (جاويد) فانتقل بعد الافراج عنه الى الصلاة في مسجد (قبا).
        وهنا لابد من التنويه الى أمر هام وهو: إن السيد الأستاذ حفظه الله ألقى هذه المحاضرة قبل عشرين عاماً، وبعدها كانت له مطالعات ودراسات واسعة في حياة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وربما عنّت له نظرات جديدة، او تغير رأيه في مسألة معينة من المسائل المطروحة في المحاضرة. وكم كنّا نودّ ان نرى رأيه فيها لنحصل على آخر نظراته قبل أن نقدم على نقلها الى اللغة العربية. ولكن عظم المسؤوليات وزحمة الأعمال وتراكمها حال دون ذلك، لذلك نقدمها الى القارئ الكريم كما هي، ففيها من الجديد الشيء الكثير، وفيها من تراثيات الفكر الإسلامي المطروح في ايران قبل انتصار الإسلام ما يهم كل متتبع.
      ويلاحظ في المحاضرة أن السيد الأستاذ يواجه تيارين طالما واجههما في محاضراته ودروسه وهما: التيار اليساري المتحامل على الإسلام وعلى رموز الإسلام، والذي يصف رجال الإسلام بأنهم لم يتصدوا للدفاع عن المحرومين والمظلمين بل كانوا سنداً للظالمين والمترفين، والتيار المهزوم المتقاعد الذي يحاول أن يجد في حياة أئمة الإسلام ما يبرر قعوده وسكونه. وهذان التياران كان لهما ثقلهما في الساحة الايرانية قبل تنامي الثورة الإسلامية، وكانا يشكلان عقبة أمام العاملين نحو دفع المجتمع على المسيرة الإسلامية.

      بسم الله الرحمن الرحيم

        {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاّ}
      {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}

    • نظرتان خاطئتان
    • النظرة الصحيحة
    • مراحل مسيرة الإمامة
    • موقف الإمام السجاد (عليه السلام)
    • حياة الإمام الباقر (عليه السلام)
    • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
    • معالم حياة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /